فالأول : الضبع ، وهي معروفة ، والذكر : ضبعان ، وفي الحديث : فإذا هو بضبعان أمدر ، ثم يستعار ذلك فيشبه السنة المجدبة به ، فيقال لها : الضبع . وجاء رجل فقال : يا رسول الله ، أكلتنا الضبع ، أراد السنة التي تسميها العرب الضبع ، كأنها تأكلهم كما تأكل الضبع . قال :
أبا خراشة أما أنت ذا نفر فإن قومي لم تأكلهم الضبع
وأما العضو فضبع اليد ، واشتقاقها من ضبع اليد وهو المد . والعرب تقول : ضبعت الناقة وضبعت تضبيعا ، كأنها تمد ضبعيها . قال أبو عبيد : الضابع : التي ترفع ضبعها في سيرها .ومما يشتق من هذا : الاضطباع بالثوب : أن يدخل الثوب من تحت يده اليمنى فيلقيه على منكبه الأيسر . ومنه الضباع ، وهو رفع اليدين في الدعاء . قال رؤبة :
[ ص: 388 ]
وما تني أيد علينا تضبع
أي تمد أضباعها بالدعاء . قال : ضبعوا لنا من الطريق ، إذا جعلوا لنا قسما ، يضبعون ضبعا . كأنه أراد أنهم يقدرونه فيمدون أضباعهم به . وضبعت الخيل والإبل ، إذا مدت أضباعها في عدوها ، وهي أعضادها . وقول القائل : ابن السكيتولا صلح حتى تضبعونا ونضبعا
أي تمدون أضباعكم إلينا بالسيوف ونمد أضباعنا بها إليكم . قال أبو عمرو : ضبع القوم للصلح ، إذا مالوا بأضباعهم نحوه . وحكى قوم : كنا في ضبع فلان ، أي كنفه . وهو ذاك المعنى ; لأن الكنفين جناحا الإنسان ، وجناحاه ضبعاه . [ وضبعت الناقة تضبع ضبعا وضبعة ] ، إذا أرادت الفحل .