( بحر ) الباء والحاء والراء . قال الخليل سمي البحر بحرا لاستبحاره وهو انبساطه وسعته . واستبحر فلان في العلم ، وتبحر الراعي في رعي كثير . قال أمية :
انعق بضانك في بقل تبحره بين الأباطح واحبسها بجلدان
وتبحر فلان في المال . ورجل بحر : إذا كان سخيا ، سموه لفيض كفه بالعطاء كما يفيض البحر . قال العامري : أبحر القوم : إذا ركبوا البحر ، وأبروا أخذوا في البر . قال أبو زيد : بحرت الإبل أكلت شجر البحر . وبحر الرجل سبح في البحر فانقطعت سباحته . ويقال للماء إذا غلظ بعد عذوبة استبحر وماء بحر ، أي : ملح . قال :وقد عاد ماء الأرض بحرا فزادني على مرضي أن أبحر المشرب العذب
[ ص: 202 ]
وكأنها دقرى تخيل ، نبتها أنف ، يغم الضال نبت بحارها
قال : رجل بحر : إذا أصابه سلال . قال : ابن الأعرابي
وغلمتي منهم سحير وبحر قال الزيادي : البحر اصفرار اللون . والسحير الذي يشتكي سحره .
فإن قال قائل : فأين هذا من الأصل الذي ذكرتموه في الاتساع والانبساط ؟ قيل له : كله محمول على البحر; لأن ماء البحر لا يشرب ، فإن شرب أورث داء . كذلك كل ماء ملح وإن لم يكن ماء بحر .
ومن هذا الباب الرجل الباحر ، وهو الأحمق ، وذلك أنه يتسع بجهله فيما لا يتسع فيه العاقل . ومن هذا الباب بحرت الناقة بحرا ، وهو شق أذنها ، وهي [ ص: 203 ] البحيرة ، وكانت العرب تفعل ذلك بها إذا نتجت عشرة أبطن ، فلا تركب ولا ينتفع بظهرها ، فنهاهم الله تعالى عن ذلك ، وقال : ما جعل الله من بحيرة . وأما الدم الباحر والبحراني فقال قوم : هو الشديد الحمرة . والأصح في ذلك قول عبد الله بن مسلم : أن الدم البحراني منسوب إلى البحر . قال : والبحر عمق الرحم ، فقد عاد الأمر إلى الباب الأول . وقال الخليل : رجل بحراني منسوب إلى البحرين ، وقالوا بحراني فرقا بينه وبين المنسوب إلى البحر . ومن هذا الباب قولهم : " لقيته صحرة بحرة " أي : مشافهة . وأما قول : ذي الرمة
بأرض هجان الترب وسمية
الثرى عذاة نأت عنها الملوحة والبحر