ومن الباب الزهق ، وهو قعر الشيء ; لأن الشيء يزهق فيه إذا سقط . قال رؤبة :
كأن أيديهن تهوي بالزهق
فأما قولهم : أزهق إناءه ، إذا ملأه ، فإن كان صحيحا فهو من الباب ; لأنه إذا امتلأ سبق وفاض ومر . ومن الباب الزاهق ، وهو السمين ، لأنه جاوز حد الاقتصاد إلى أن اكتنز من اللحم . ويقولون : زهق مخه : اكتنز . قال زهير في الزاهق :
القائد الخيل منكوبا دوابرها منها الشنون ومنها الزاهق الزهم
ومن الباب الزهوق ، وهو البئر البعيدة القعر .
[ ص: 33 ] فأما قولهم : الناس زهاق مائة ، فممكن إن كان صحيحا أن يكون من الأصل الذي ذكرنا ، كأن عددهم تقدم حتى بلغ ذلك . وممكن أن يكون من الإبدال ، كأن الهمزة أبدلت قافا . ويمكن أن يكون شاذا .