نشر : النشر : الريح الطيبة ، قال مرقش :
النشر مسك والوجوه دنا نير وأطراف الأكف عنم
أراد : النشر مثل ريح المسك لا يكون إلا على ذلك ; لأن النشر عرض والمسك جوهر ، وقوله : والوجوه دنانير الوجه أيضا لا يكون دينارا إنما أراد مثل الدنانير ، وكذلك قال : وأطراف الأكف عنم إنما أراد مثل العنم ; لأن الجوهر لا يتحول إلى جوهر آخر ، وعم أبو عبيد به فقال : النشر الريح من غير أن يقيدها بطيب أو نتن ، وقال أبو الدقيش : النشر ريح فم المرأة وأنفها وأعطافها بعد النوم ، قال امرؤ القيس :
كأن المدام وصوب الغمام وريح الخزامى ونشر القطر
وفي الحديث : خرج معاوية ونشره أمامه ، يعني ريح المسك ، النشر بالسكون : الريح الطيبة ، أراد سطوع ريح المسك منه . ونشر الله الميت ينشره نشرا ونشورا وأنشره فنشر الميت لا غير : أحياه ، قال الأعشى :
حتى يقول الناس مما رأوا يا عجبا للميت الناشر
وفي التنزيل العزيز : وانظر إلى العظام كيف ننشزها ، قرأها : كيف ننشرها ، وقرأها الحسن : ننشرها ، وقال ابن عباس الفراء : من قرأ كيف ننشرها ، بضم النون ، فإنشارها إحياؤها ، واحتج بقوله تعالى : ابن عباس ثم إذا شاء أنشره ، قال : ومن قرأها ننشرها ، وهي قراءة الحسن ، فكأنه يذهب بها إلى النشر والطي ، والوجه أن يقال : أنشر الله الموتى فنشروا هم إذا حيوا وأنشرهم الله أي أحياهم ، وأنشد الأصمعي لأبي ذؤيب :
لو كان مدحة حي أنشرت أحدا أحيا أبوتك الشم الأماديح
قال : وبعض بني الحارث كان به جرب فنشر أي عاد وحيي . وقال الزجاج : يقال نشرهم الله أي بعثهم ، كما قال تعالى : وإليه النشور ، وفي حديث الدعاء : . يقال : نشر الميت ينشر نشورا إذا عاش بعد الموت ، وأنشره الله أي أحياه ، ومنه يوم النشور . وفي حديث لك المحيا والممات وإليك النشور رضي الله عنهما : ابن عمر الشام أرض المنشر ، أي موضع النشور ، وهي الأرض المقدسة من فهلا إلى الشام يحشر الله الموتى إليها يوم القيامة وهي أرض المحشر ، ومنه الحديث : لا رضاع إلا ما أنشر اللحم وأنبت العظم ، أي شده وقواه ، من الإنشار الإحياء ، قال ابن الأثير : ويروى بالزاي . وقوله تعالى : وهو الذي يرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته ، وقرئ : نشرا ونشرا . والنشر : الحياة . وأنشر الله الريح : أحياها بعد موت وأرسلها نشرا ونشرا ، فأما من قرأ نشرا فهو جمع نشور ، مثل رسول ورسل ومن قرأ نشرا أسكن الشين استخفافا ، ومن قرأ نشرا فمعناه إحياء بنشر السحاب الذي فيه المطر الذي هو حياة كل شيء ، ونشرا شاذة ، عن ، قال : وقرئ بها ، وعلى هذا قالوا ماتت الريح سكنت ، قال : ابن جني
إني لأرجو أن تموت الريح فأقعد اليوم وأستريح
كأن على أكتافهم نشر غرقد وقد جاوزوا نيان كالنبط الغلف
يجوز أن يكون انتشار الورق وأن يكون إيراق الشجر وأن يكون الرائحة الطيبة ، وبكل ذلك فسره . والنشر : الجرب ، عنه أيضا . الليث : النشر الكلأ يهيج أعلاه وأسفله ندي أخضر تدفئ منه الإبل إذا رعته ، وأنشد ابن الأعرابي لعمير بن حباب :
ألا رب من تدعو صديقا ولو ترى مقالته في الغيب ساءك ما يفري
مقالته كالشحم ما دام شاهدا وبالغيب مأثور على ثغرة النحر
يسرك باديه وتحت أديمه نمية شر تبتري عصب الظهر
[ ص: 257 ] تبين لك العينان ما هو كاتم من الضغن والشحناء بالنظر الشزر
وفينا وإن قيل اصطلحنا تضاغن كما طر أوبار الجراب على النشر
فرشني بخير طالما قد بريتني فخير الموالي من يريش ولا يبري
مراجيع وشم في نواشر معصم
الجوهري : الناشرة واحدة النواشر وهي عروق باطن الذراع . وانتشار عصب الدابة في يده : أن يصيبه عنت فيزول العصب عن موضعه . قال أبو عبيدة : الانتشار الانتفاخ في العصب للإتعاب ، قال : والعصبة التي تنتشر هي العجاية . قال : وتحرك الشظى كانتشار العصب غير أن الفرس لانتشار العصب أشد احتمالا منه لتحرك الشظى . شمر : أرض ماشرة ، وهي التي قد اهتز نباتها واستوت ورويت من المطر ، وقال بعضهم : أرض ناشرة بهذا المعنى . : والتناشير كتاب للغلمان في الكتاب لا أعرف لها واحدا . والنشرة : رقية يعالج بها المجنون والمريض تنشر عليه تنشيرا ، وقد نشر عنه ، قال : وربما قالوا للإنسان المهزول الهالك : كأنه نشرة . والتنشير : من النشرة وهي كالتعويذ والرقية . قال ابن سيده الكلابي : وإذا نشر المسفوع كان كأنما أنشط من عقال أي يذهب عنه سريعا . وفي الحديث أنه قال : فلعل طبا أصابه يعني سحرا ، ثم نشره ب " قل أعوذ برب الناس " أي رقاه ، وكذلك إذا كتب له النشرة . وفي الحديث : أنه سئل عن النشرة فقال : هي من عمل الشيطان ، النشرة ، بالضم : ضرب من الرقية والعلاج يعالج به من كان يظن أن به مسا من الجن ، سميت نشرة لأنه ينشر بها عنه ما خامره من الداء أي يكشف ويزال . وقال الحسن : النشرة من السحر ، وقد نشرت عنه تنشيرا . وناشرة : اسم رجل ، قال :لقد عيل الأيتام طعنة ناشره أناشر لا زالت يمينك آشره
أراد : يا ناشرة فرخم وفتح الراء ، وقيل : إنما أراد طعنة ناشر وهو اسم ذلك الرجل فألحق الهاء للتصريع ، قال : وهذا ليس بشيء ; لأنه لم يرو إلا أناشر ، بالترخيم ، وقال أبو نخيلة يذكر السمك :
تغمه النشرة والنسيم ولا يزال مغرقا يعوم
في البحر والبحر له تخميم وأمه الواحدة الرؤوم
تلهمه جهلا وما يريم
يقول : النشرة والنسيم الذي يحيي الحيوان إذا طال عليه الخموم والعفن والرطوبات تغم السمك وتكربه ، وأمه التي ولدته تأكله لأن السمك يأكل بعضه بعضا وهو في ذلك لا يريم موضعه . : امرأة منشورة ومشنورة إذا كانت سخية كريمة ، قال : ومن [ ص: 258 ] المنشورة ، قوله تعالى : ابن الأعرابي بشرا بين يدي رحمته . أي سخاء وكرما . والمنشور من كتب السلطان : ما كان غير مختوم . ونشورت الدابة من علفها نشوارا : أبقت من علفها ، عن ثعلب : وحكاه مع المشوار الذي هو ما ألقت الدابة من علفها ، قال : فوزنه على هذا نفعلت ، قال : وهذا بناء لا يعرف . الجوهري : النشوار ما تبقيه الدابة من العلف ، فارسي معرب .