ملك : الليث : الملك هو الله ، تعالى وتقدس ، ملك الملوك له الملك وهو مالك يوم الدين وهو مليك الخلق أي ربهم ومالكهم . وفي التنزيل : مالك يوم الدين ، قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وحمزة : ( ( ملك يوم الدين ) ) ؛ بغير ألف ، وقرأ عاصم والكسائي ويعقوب : ( ( مالك ) ) ، بألف ، وروى عبد الوارث عن أبي عمرو : ( ملك يوم الدين ) ؛ ساكنة اللام ، وهذا من اختلاس أبي عمرو ، وروى المنذر عن أبي العباس أنه اختار مالك يوم الدين ، وقال : كل من يملك فهو مالك لأنه بتأويل الفعل مالك الدراهم ، ومالك الثوب ، ومالك يوم الدين ، يملك إقامة يوم الدين ، ومنه قوله تعالى : مالك الملك ، قال : وأما ملك الناس وسيد الناس ورب الناس فإنه أراد أفضل من هؤلاء ، ولم يرد أنه يملك هؤلاء ، وقد قال تعالى : مالك الملك ، ألا ترى أنه جعل مالكا لكل شيء فهذا يدل على الفعل ، ذكر هذا بعقب قول أبي عبيد واختاره . والملك : معروف وهو يذكر ويؤنث كالسلطان ، وملك الله تعالى وملكوته : سلطانه وعظمته . ولفلان ملكوت العراق أي عزه وسلطانه وملكه ؛ عن اللحياني ، والملكوت من الملك كالرهبوت من الرهبة ، ويقال للملكوت ملكوة ، يقال : له ملكوت العراق وملكوة العراق أيضا مثال الترقوة ، وهو الملك والعز . وفي حديث أبي سفيان : هذا ملك هذه الأمة قد ظهر ، يروى بضم الميم وسكون اللام وبفتحها وكسر اللام ، وفي الحديث : هل كان في آبائه من ملك ؟ يروى بفتح الميمين واللام [ ص: 126 ] وبكسر الميم الأولى وكسر اللام . والملك والملك والمليك والمالك : ذو الملك . وملك وملك ، مثال فخذ وفخذ ، كأن الملك مخفف من ملك والملك مقصور من مالك أو مليك ، وجمع الملك ملوك ، وجمع الملك أملاك ، وجمع المليك ملكاء ، وجمع المالك ملك وملاك ، والأملوك اسم للجمع . ورجل ملك وثلاثة أملاك إلى العشرة ، والكثير ملوك ، والاسم الملك ، والموضع مملكة . وتملكه أي ملكه قهرا . وملك القوم فلانا على أنفسهم وأملكوه : صيروه ملكا ؛ عن اللحياني : ويقال : ملكه المال والملك ؛ فهو مملك ، قال في خال الفرزدق : هشام بن عبد الملك
وما مثله في الناس إلا مملكا أبو أمه حي أبوه يقاربه
يقول : ما مثله في الناس حي يقاربه إلا مملك أبو أم ذلك المملك أبوه ، ونصب مملكا لأنه استثناء مقدم ، وخال هشام هو إبراهيم بن إسماعيل المخزومي . وقال بعضهم . الملك والمليك لله وغيره ، والملك لغير الله . والملك من ملوك الأرض ، ويقال له ملك ، بالتخفيف ، والجمع ملوك وأملاك ، والملك : ما ملكت اليد من مال وخول . والملكة : ملكك . والمملكة : سلطان الملك في رعيته . ويقال : طالت مملكته وساءت مملكته وحسنت مملكته وعظم ملكه وكثر ملكه . أبو إسحاق في قوله - عز وجل - : فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء معناه تنزيه الله عن أن يوصف بغير القدرة ، قال : وقوله تعالى ملكوت كل شيء أي القدرة على كل شيء ، وإليه ترجعون أي يبعثكم بعد موتكم . ويقال : ما لفلان مولى ملاكة دون الله أي لم يملكه إلا الله تعالى . : الملك والملك والملك احتواء الشيء والقدرة على الاستبداد به ، ملكه يملكه ملكا وملكا وملكا وتملكا ؛ الأخيرة عن ابن سيده اللحياني ، لم يحكها غيره . وملكة ومملكة ومملكة ومملكة : كذلك . وماله ملك وملك وملك وملك أي شيء يملكه ؛ كل ذلك عن اللحياني ، وحكي عن : ارحموا هذا الشيخ الذي ليس له ملك ولا بصر أي ليس له شيء ؛ بهذا فسره الكسائي اللحياني ، قال : وهو خطأ ، وحكاه ابن سيده الأزهري أيضا وقال : ليس له شيء يملكه . وأملكه الشيء وملكه إياه تمليكا جعله ملكا له يملكه . وحكى اللحياني : ملك ذا أمر أمره ، كقولك ملك المال ربه وإن كان أحمق ، قال هذا نص قوله : ولي في هذا الوادي ملك وملك وملك وملك يعني مرعى ومشربا ومالا وغير ذلك مما تملكه ، وقيل : هي البئر تحفرها وتنفرد بها . وجاء في التهذيب بصورة النفي : حكي عن قال ما له ملك ولا نفر ، بالراء غير معجمة ، ولا ملك ولا ملك ولا ملك ؛ يريد بئرا وماء أي ما له ماء . ابن بزرج : مياهنا ملوكنا . ومات فلان عن ملوك كثيرة ، وقالوا الماء ملك أمر أي إذا كان مع القوم ماء ملكوا أمرهم أي يقوم به الأمر ، قال ابن الأعرابي أبو وجزة السعدي :ولم يكن ملك للقوم ينزلهم إلا صلاصل لا تلوى على حسب
وما ضرب بيضاء يأوي مليكها إلى طنف أعيا براق ونازل
بنت عليه الملك أطنابها كأس رنوناة وطرف طمر
بنت عليه الملك أطنابها
فنصب ( الملك ) على أنه مصدر موضوع موضع الحال كأنه قال مملكا ، وليس بحال ، ولذلك ثبتت فيه الألف واللام ، وهذا كقوله : فأرسلها العراك أي معتركة . و ( كأس ) حينئذ رفع ب ( بنت ) ورواه ثعلب : بنت عليه الملك ، مخفف النون ، ورواه بعضهم : مدت عليه الملك ، وكل هذا من الملك لأن الملك ملك ، وإنما ضموا الميم تفخيما له . وملك النبعة : صلبها ، وذلك إذا يبسها في الشمس مع قشرها . وتمالك عن الشيء : ملك نفسه . وفي الحديث : . وما تمالك أن قال ذلك أي ما تماسك ولا يتماسك . وما تمالك فلان أن وقع في كذا إذا لم يستطع أن يحبس نفسه ، قال الشاعر : املك عليك لسانك أي لا تجره إلا بما يكون لك لا عليك . وليس له ملاك أي لا يتمالكفلا تمالك عن أرض لها عمدوا ويقال : نفسي لا تمالكني لأن أفعل كذا أي لا تطاوعني . وفلان ما له ملاك ، بالفتح ، أي تماسك . وفي حديث آدم : فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك أي لا يتماسك . وإذا وصف الإنسان بالخفة والطيش قيل : إنه لا يتمالك . وملاك الأمر وملاكه : قوامه الذي يملك به وصلاحه . وفي التهذيب : وملاك الأمر : الذي يعتمد عليه ، وملاك الأمر وملاكه ما يقوم به . وفي الحديث : ؛ الملاك بالكسر والفتح : قوام الشيء ونظامه وما يعتمد عليه فيه ، وقالوا : لأذهبن فإما هلكا وإما ملكا وملكا وملكا ، أي إما أن أهلك وإما أن أملك . والإملاك : التزويج . ويقال للرجل إذا تزوج : قد ملك فلان يملك ملكا وملكا وملكا . وشهدنا إملاك فلان وملاكه وملاكه ؛ الأخيرتان عن " ملاك الدين الورع " اللحياني ، أي عقده مع امرأته . وأملكه إياها حتى ملكها يملكها ملكا وملكا وملكا : زوجه إياها ؛ عن اللحياني . وأملك فلان يملك إملاكا : إذا زوج ؛ عنه أيضا . وقد أملكنا فلانا فلانة : إذا زوجناه إياها ، وجئنا من إملاكه ولا تقل من ملاكه . وفي الحديث : " من شهد ملاك امرئ مسلم " ، نقل ابن الأثير : الملاك والإملاك : التزويج وعقد النكاح . وقال الجوهري : لا يقال ملاك ولا يقال ملك بها ولا أملك بها . وملكت المرأة أي تزوجتها . وأملكت فلانة أمرها : طلقت ؛ عن اللحياني ، وقيل : جعل أمر طلاقها بيدها . قال أبو منصور : ملكت فلانة أمرها ، بالتشديد ، أكثر من أملكت . والقلب ملاك الجسد . وملك العجين يملكه ملكا وأملكه : عجنه فأنعم عجنه وأجاده . وفي حديث عمر : أملكوا العجين فإنه أحد الريعين أي الزيادتين ؛ أراد أن خبزه يزيد بما يحتمله من الماء لجودة العجن . وملك العجين يملكه ملكا : قوي عليه . الجوهري : وملكت العجين أملكه ملكا ، بالفتح : إذا شددت عجنه ، قال قيس بن الخطيم يصف طعنة :
ملكت بها كفي ، فأنهرت فتقها يرى قائم من دونها ما وراءها
فملك بالليط التي تحت قشرها كغرقئ بيض كنه القيض من عل
فمصعها شهرين ماء لحائها وينظر منها أيها هو غامز
إذا ما انتحت أم الطريق ، توسمت رتيم الحصى من ملكها المتوضح
أقامت على ملك الطريق ، فملكه لها ولمنكوب المطايا جوانبه
غدا مالك يبغي نسائي كأنما [ ص: 128 ] نسائي ، لسهمي مالك ، غرضان
قال : وهذا عندي خطأ ، وقد يجوز أن يكون من جفاء الأعراب وجهلهم ؛ لأن ملك الموت ، مخفف عن ملأك ، الليث : الملك واحد الملائكة إنما هو تخفيف الملأك ، واجتمعوا على حذف همزه ، وهو مفعل من الألوك ، وقد ذكرناه في المعتل . والملك من الملائكة واحد وجمع ، قال : أصله مألك بتقديم الهمزة من الألوك ، وهي الرسالة ، ثم قلبت وقدمت اللام فقيل ملأك ، وأنشد الكسائي أبو عبيدة لرجل من عبد القيس جاهلي يمدح بعض الملوك ، قيل هو النعمان ، وقال ابن السيرافي هو لأبي وجزة يمدح به عبد الله بن الزبير :
فلست لإنسي ، ولكن لملأك تنزل من جو السماء يصوب
وكأن برقع ، والملائك حوله سدر تواكله القوائم أجرب
فأتم ستا ، فاستوت أطباقها وأتى بسابعة فأنى تورد
لا نقص فيه ، غير أن خبيئه قمر وساهور يسل ويغمد
أبا مالك ! إن الغواني هجرنني أبا مالك ! إني أظنك دائبا
بئس قرين اليفن الهالك : أم عبيد وأبو مالك
أبو مالك يعتادنا في الظهائر يجيء فيلقي رحله عند عامر
لعمرك ! إني يوم جرعاء مالك لذو عبرة ، كلا تفيض وتخنق