مرر : مر عليه وبه يمر مرا أي اجتاز . ومر يمر مرا ومرورا : ذهب واستمر مثله . قال : مر يمر مرا ومرورا جاء وذهب ، ومر به ومره : جاز عليه ، وهذا قد يجوز أن يكون مما يتعدى بحرف وغير حرف ، ويجوز أن يكون مما حذف فيه الحرف فأوصل الفعل ، وعلى هذين الوجهين يحمل بيت ابن سيده جرير :
تمرون الديار ولم تعوجوا كلامكم علي إذا حرام !
وقال بعضهم : إنما الرواية :مررتم بالديار ولم تعوجوا
فدل هذا على أنه فرق من تعديه بغير حرف . وأما فقال : مر زيدا في معنى مر به لا على الحذف ، ولكن على التعدي الصحيح ; ألا ترى أن ابن الأعرابي قال : لا تقول مررت زيدا في لغة مشهورة إلا في شيء حكاه ابن جني ؟ قال : ولم يروه أصحابنا . وامتر به وعليه : كمر . وفي خبر يوم غبيط المدرة : فامتروا على ابن الأعرابي بني مالك . وقوله - عز وجل - : فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به ، أي استمرت به يعني المني ، قيل : قعدت وقامت فلم يثقلها . وأمره على الجسر : سلكه فيه ، قال اللحياني : أمررت فلانا على الجسر أمره إمرارا إذا سلكت به عليه ، والاسم من كل ذلك المرة ، قال الأعشى :
ألا قل لتيا قبل مرتها : اسلمي تحية مشتاق إليها مسلم !
يا خير ، إني قد جعلت أستمر أرفع من بردي ما كنت أجر
لا بل هو الشوق من دار تخونها مرا شمال ومرا بارح ترب
تنكرت بعدي أم أصابك حادث من الدهر ، أم مرت عليك مرور ؟
لئن مر في كرمان ليلي ، لطالما حلا بين شطي بابل فالمضيح
لتأكلني ، فمر لهن لحمي فأذرق من حذاري أو أتاعا
تمر علينا الأرض من أن نرى بها أنيسا ، ويحلولي لنا البلد القفر
ليمضغني العدى فأمر لحمي فأشفق من حذاري أو أتاعا
ألا تلك الثعالب قد توالت علي ، وحالفت عرجا ضباعا
لتأكلني ، فمر لهن لحمي . . .
: مر الطعام يمر فهو مر ، وأمره غيره ومره ومر يمر من المرور . ويقال : لقد مررت من المرة أمر مرا ومرة وهي الاسم ، وهذا أمر من كذا قالت امرأة من العرب : صغراها مراها . والأمران : الفقر والهرم ، وقول ابن الأعرابي خالد بن زهير الهذلي :
[ ص: 52 ]
فلم يغن عنه خدعها ، حين أزمعت صريمتها ، والنفس مر ضميرها
من ذي المرار الذي تلقي حوالبه بطن الكلاب سنيحا ، حيث يندفق
رعى الروض والوسمي ، حتى كأنما يرى بيبيس الدو أمرار علقم
وألقى بكفيه الفتي استكانة من الجوع ضعفا ، ما يمر وما يحلي
لئن مر في كرمان ليلي ، لربما حلا بين شطي بابل فالمضيح
ولا أنثني من طيرة عن مريرة إذا الأخطب الداعي على الدوح صرصرا
قطعت ، إلى معروفها منكراتها بأمرار فتلاء الذراعين شودح
زوجك يا ذات الثنايا الغر والربلات والجبين الحر
أعيا فنطناه مناط الجر ثم شددنا فوقه بمر
بين خشاشي بازل جور
الربلات : جمع ربلة ، وهي باطن الفخذ . والجر هاهنا : الزبيل . وأمررت الحبل أمره ، فهو ممر إذا شددت فتله ، ومنه قوله - عز وجل - : سحر مستمر ، أي محكم قوي ، وقيل مستمر أي مر ، وقيل : معناه سيذهب ويبطل ، قال أبو منصور : جعله من مر يمر إذا ذهب . وقال في قوله تعالى : الزجاج في يوم نحس مستمر ، أي دائم ، وقيل أي دائم الشؤم ، وقيل : هو القوي في نحوسته ، وقيل : مستمر أي مر ، وقيل : مستمر نافذ ماض فيما أمر به وسخر له . ويقال : مر الشيء واستمر وأمر من المرارة . وقوله تعالى : والساعة أدهى وأمر ، أي أشد مرارة ، وقال في قول الأصمعي الأخطل :
إذا المئون أمرت فوقه حملا
وصف رجلا يتحمل الحمالات والديات فيقول : إذا استوثق منه بأن يحمل المئين من الإبل ديات فأمرت فوق ظهره أي شدت بالمرار وهو الحبل ، كما يشد على ظهر البعير حمله ، حملها وأداها ، ومعنى قوله حملا أي ضمن أداء ما حمل ، وكفل . الجوهري : والمرير من الحبال ما لطف وطال واشتد فتله ، والجمع المرائر ، ومنه قولهم : ما زال فلان يمر فلانا ويماره أي يعالجه ويتلوى عليه ليصرعه . : وهو يماره أي يتلوى عليه ، وقول ابن سيده أبي ذؤيب :
وذلك مشبوح الذراعين خلجم خشوف إذا ما الحرب طال مرارها
ولا تهدي الأمر وما يليه ولا تهدن معروق العظام
إذ ما كنت مهدية ، فأهدي من المأنات ، أو فدر السنام
أصبح من أم عمرو بطن مر فأك ناف الرجيع ، فذو سدر فأملاح
[ ص: 54 ]
كدمية صور محرابها بمذهب ذي مرمر مائر
مرمارة مثل النقا المرمور
والمرمر : ضرب من تقطيع ثياب النساء . وامرأة مرمورة ومرمارة : ترتج عند القيام . قال أبو منصور : معنى ترتج وتمرمر واحد أي ترعد من رطوبتها ، وقيل : المرمارة الجارية الناعمة الرجراجة ، وكذلك المرمورة . والتمرمر : الاهتزاز . وجسم مرمار ومرمور ومرامر : ناعم . ومرمار : من أسماء الداهية ، قال :
قد علمت سلمة بالغميس ليلة مرمار ومرمريس
كأدماء هزت جيدها في أراكة تعاطى كباثا من مريرة أسودا
وتشرب أسآر الحياض تسوفه ولو وردت ماء المريرة آجما
من مبلغ عمرو بن هند آية ومن النصيحة كثرة الإنذار
لا أعرفنك عارضا لرماحنا في جف تغلب واردي الأمرار
وأم مثواي لباخية وعندها المري والكامخ
تعلمت باجادا وآل مرامر وسودت أثوابي ولست بكاتب
إذا تخازرت وما بي من خزر ثم كسرت العين من غير عور
وجدتني ألوى بعيد المستمر أحمل ما حملت من خير وشر