فوت : الفوت : الفوات . فاتني كذا أي سبقني ، وفته أنا . وقال أعرابي : الحمد لله الذي لا يفات ولا يلات . وفاتني الأمر فوتا وفواتا : ذهب عني . وفاته الشيء ، وأفاته إياه غيره ; وقول أبي ذؤيب :
إذا أرن عليها طاردا نزقت والفوت إن فات هادي الصدر والكتد
فإن الصبح منتظر قريب وإنك بالملامة لن تفاتي
[ ص: 236 ] أي لا أفوتك ، ولا يفوتك ملامي إذا أصبحت ، فدعيني ونومي إلى أن نصبح . وفلان لا يفتات عليه أي لا يعمل شيء دون أمره . وزوجت عائشة ابنة أخيها ، وهو غائب ، من عبد الرحمن بن أبي بكر ، فلما رجع من غيبته ، قال : أمثلي يفتات عليه في أمر بناته ؟ أي يفعل في شأنهن شيء بغير أمره ; نقم عليها نكاحها ابنته دونه . ويقال لكل من أحدث شيئا في أمرك دونك : قد افتات عليك فيه ; وروى المنذر بن الزبير بيت الأصمعي ابن مقبل :
يا حر أمسيت شيخا قد وهى بصري وافتيت ما دون يوم البعث من عمري
قال : هو من الفوت . قال : والافتيات الفراغ . يقال : افتات بأمره أي مضى عليه ولم يستشر أحدا ، لم يهمزه الأصمعي . وروي عن الأصمعي ابن شميل : افتأت فلان بأمره ، بالهمز ، إذا استبد به . قال وابن السكيت الأزهري : قد صح الهمز عنهما في هذا الحرف ، وما علمت الهمز فيه أصليا ، وقد ذكرته في الهمز أيضا . الجوهري : الافتيات افتعال من الفوت ، وهو السبق إلى الشيء دون ائتمار من يؤتمر . تقول : افتات عليه بأمر كذا أي فاته به ، وتفوت عليه في ماله أي فاته به . وقوله في الحديث : إن رجلا تفوت على أبيه في ماله فأتى أبوه النبي ، صلى الله عليه وسلم ، فذكر له ذلك ، فقال : ; قوله : تفوت مأخوذ من الفوت ، تفعل منه ; ومعناه : أن الابن لم يستشر أباه ، ولم يستأذنه في هبة مال نفسه ، فأتى الأب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فأخبره ، فقال : اردد على ابنك ماله ، فإنما هو سهم من كنانتك ارتجعه من الموهوب له ، واردده على ابنك ، فإنه وما في يده تحت يدك ، وفي ملكتك ، فليس له أن يستبد بأمر دونك ، فضرب ، كونه سهما من كنانته ، مثلا لكونه بعض كسبه ، وأعلمه أنه ليس للابن أن يفتات على أبيه بماله ، وهو من الفوت السبق . تقول : تفوت فلان على فلان في كذا ، وافتات عليه إذا انفرد برأيه دونه في التصرف فيه . ولما ضمن معنى التغلب عدي بعلى . ورجل فويت : منفرد برأيه ، وكذلك الأنثى . وزعموا أن رجلا خرج من أهله ، فلما رجع قالت له امرأته : لو شهدتنا لأخبرناك ، وحدثناك بما كان ، فقال لها : لن تفاتي ، فهاتي . والفوت : الخلل والفرجة بين الأصابع ، والجمع أفوات . وهو مني فوت اليد أي قدر ما يفوت يدي ; حكاها في الظروف المخصوصة . وقال أعرابي لصاحبه : ادن دونك ، فلما أبطأ قال له : جعل الله رزقك فوت فمك أي تنظر إليه قدر ما يفوت فمك ، ولا تقدر عليه ; وتقول : هو مني فوت الرمح أي حيث لا يبلغه . وموت الفوات : موت الفجأة . وفي حديث سيبويه ، قال : أبي هريرة ; يعني موت الفجاءة ; وفي رواية : مر النبي ، صلى الله عليه وسلم ، تحت جدار مائل ، فأسرع المشي ، فقيل : يا رسول الله أسرعت المشي ، فقال : إني أكره موت الفوات ; هو من قولك : فاتني فلان بكذا أي سبقني به . أخاف موت الفوات : يقال لموت الفجأة : الموت الأبيض ، والجارف ، واللافت ، والفاتل ، وهو الموت الفوات والفوات ، وهو أخذة الأسف ، وهو الوحي ; ويقال : مات فلان موت الفوات أي فوجئ . ابن الأعرابي