فتا : الفتاء : الشباب . والفتى والفتية : الشاب والشابة ، والفعل فتو يفتو فتاء . ويقال : افعل ذلك في فتائه . وقد فتي ، بالكسر ، يفتى فتى فهو فتي السن بين الفتاء ، وقد ولد له في فتاء سنه أولاد ؛ قال أبو عبيد : الفتاء ، ممدود ، مصدر الفتي ؛ وأنشد للربيع بن ضبع الفزاري قال :
إذا عاش الفتى مائتين عاما فقد ذهب اللذاذة والفتاء
فقصر الفتى في أول البيت ومد في آخره ، واستعاره في الناس وهو من مصادر الفتي من الحيوان ، ويجمع الفتى فتيانا وفتوا ، قال : ويجمع الفتي في السن أفتاء . الجوهري : والأفتاء من الدواب خلاف المسان ، واحدها فتي مثل يتيم وأيتام ؛ وقوله أنشده ثعلب :ويل بزيد فتى شيخ ألوذ به فلا أعشى لدى زيد ولا أرد
إن الفتى حمال كل ملمة ليس الفتى بمنعم الشبان
قال : ابن هرمة
قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه خلق وجيب قميصه مرقوع
وقال الأسود بن يعفر :
ما بعد زيد في فتاة فرقوا قتلا وسبيا بعد طول تآدي في آل غرف لو بغيت لي الأسى لوجدت فيهم أسوة العواد فتخيروا الأرض الفضاء لعزهم ويزيد رافدهم على الرفاد
قال : هؤلاء قوم من ابن الكلبي بني حنظلة خطب إليهم بعض الملوك جارية يقال لها أم كهف فلم يزوجوه ، فغزاهم وأجلاهم من بلادهم وقتلهم ؛ وقال أبوها :
أبيت أبيت نكاح الملوك كأني امرؤ من تميم بن مر
أبيت اللئام وأقليهم وهل ينكح العبد حر بن حر
وقد سماه الجوهري فقال : خطب بعض الملوك إلى زيد بن مالك الأصغر ابن حنظلة بن مالك الأكبر أو إلى بعض ولده ابنته يقال لها أم كهف ، قال : وزيد هاهنا قبيلة ، والأنثى فتاة ، والجمع فتيات . ويقال للجارية الحدثة فتاة وللغلام فتى ، وتصغير الفتاة فتية ، والفتى فتي ، وزعم يعقوب أن الفتوان لغة في الفتيان ، فالفتوة على هذا من الواو لا من الياء ، وواوه أصل لا منقلبة ، وأما في قول من قال الفتيان فواوه منقلبة ، والفتي كالفتى ، والأنثى فتية ، وقد يقال ذلك للجمل والناقة ، يقال للبكرة من الإبل فتية ، وبكر فتي ، كما يقال للجارية فتاة وللغلام فتى ، وقيل : هو الشاب من كل شيء ، والجمع فتاء ؛ قال : عدي بن الرقاع
يحسب الناظرون ما لم يفروا أنها جلة وهن فتاء
والاسم من جميع ذلك الفتوة ، انقلبت الياء فيه واوا على حد انقلابها في موقن وكقضو ؛ قال السيرافي : إنما قلبت الياء فيه واوا لأن أكثر هذا الضرب من المصادر على فعولة ، إنما هو من الواو كالأخوة ، فحملوا ما كان من الياء عليه فلزمت القلب ، وأما الفتو فشاذ من وجهين : [ ص: 128 ] أحدهما أنه من الياء ، والآخر أنه جمع ، وهذا الضرب من الجمع تقلب فيه الواو ياء كعصي ولكنه حمل على مصدره ؛ قال :
وفتو هجروا ثم أسروا ليلهم حتى إذا انجاب حلوا
وقال جذيمة الأبرش :
في فتو أنا رابئهم من كلال غزوة ماتوا
فإن تكن القتلى بواء فإنكم فتى ما قتلتم آل عوف بن عامر والفتيان : الليل والنهار . يقال : لا أفعله ما اختلف الفتيان ، يعني الليل والنهار ، كما يقال ما اختلف الأجدان والجديدان ؛ ومنه قول الشاعر :
ما لبث الفتيان أن عصفا بهم ولكل قفل يسرا مفتاحا
وأفتاه في الأمر : أبانه له . وأفتى الرجل في المسألة واستفتيته فيها فأفتاني إفتاء . وفتى وفتوى : اسمان يوضعان موضع الإفتاء . ويقال : أفتيت فلانا رؤيا رآها إذا عبرتها له ، وأفتيته في مسألته إذا أجبته عنها . وفي الحديث : ؛ معناه تحاكموا إليه وارتفعوا إليه في الفتيا . يقال : أفتاه في المسألة يفتيه إذا أجابه ، والاسم الفتوى ؛ قال أن قوما تفاتوا إليه الطرماح :
أنخ بفناء أشدق من عدي ومن جرم وهم أهل التفاتي