غلم : الغلمة ، بالضم : شهوة الضراب . غلم الرجل وغيره ، بالكسر يغلم غلما واغتلم اغتلاما إذا هاج ، وفي المحكم : إذا غلب شهوة ، وكذلك الجارية . والغليم بالتشديد : الشديد الغلمة ، ورجل غلم وغليم ومغليم ، والأنثى غلمة ومغليمة ومغليم وغليمة وغليم ؛ قال :
يا عمرو لو كنت فتى كريما أو كنت ممن يمنع الحريما أو كان رمح استك مستقيما
نكت به جارية هضيما نيك أخيها أختك الغليما
أجعثن قد لاقيت عمران شاربا على الحبة الخضراء ألبان إيل
وفي حديث تميم والجساسة : أي هاج واضطربت أمواجه . والاغتلام : مجاوزة الحد . وفي نسخة المحكم : والاغتلام مجاوزة الإنسان حد ما أمر به من خير أو شر ، وهو من هذا ، لأن الاغتلام في الشهوة مجاوزة القدر فيها . وفي حديث فصادفنا البحر حين اغتلم علي ، رضي الله عنه : قال : تجهزوا لقتال المارقين المغتلمين . وقال : الاغتلام أن يتجاوز الإنسان حد ما أمر به من الخير والمباح أي الذين جاوزوا الحد . وفي حديث الكسائي علي : تجهزوا لقتال المارقين المغتلمين أي الذين تجاوزوا حد ما أمروا به من الدين وطاعة الإمام وبغوا عليه وطغوا ؛ ومنه قول عمر ، رضي الله عنه : إذا اغتلمت عليكم هذه الأشربة فاكسروها بالماء . قال أبو العباس : يقول إذا جاوزت حدها الذي لا يسكر إلى حدها الذي يسكر ، وكذلك المغتلمون في حديث علي . : الغلم المحبوسون ، قال : ويقال فلان غلام الناس وإن كان كهلا ، كقولك فلان فتى العسكر وإن كان شيخا ؛ وأنشد : ابن الأعرابي
سيرا ترى منه غلام الناس مقنعا وما به من باس
إلا بقايا هوجل النعاس
والغلام معروف . : الغلام الطار الشارب ، وقيل : هو من حين يولد إلى أن يشيب ، والجمع أغلمة وغلمة وغلمان ، ومنهم من استغنى بغلمة عن أغلمة ، وتصغير الغلمة أغيلمة على غير مكبره كأنهم صغروا أغلمة ، وإن لم يقولوه ، كما قالوا أصيبية في تصغير صبية ، وبعضهم يقول : غليمة على القياس ، قال ابن سيده : وبعضهم يقول صبية أيضا ؛ قال ابن بري رؤبة :
صبية على الدخان رمكا
[ ص: 78 ] وفي حديث : ابن عباس بني عبد المطلب من جمع بليل ؛ هو تصغير أغلمة جمع غلام في القياس ؛ قال بعثنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أغيلمة ابن الأثير : ولم يرد في جمعه أغلمة ، وإنما قالوا غلمة ، ومثله أصيبية تصغير صبية ويريد بالأغيلمة الصبيان ، ولذلك صغرهم ، والأنثى غلامة ؛ قال أوس بن غلفاء الهجيمي يصف فرسا :
أعان على مراس الحرب زغف مضاعفة لها حلق تؤام
ومطرد الكعوب ومشرفي من الأولى مضاربه حسام
ومركضة صريحي أبوها يهان لها الغلامة والغلام
وهو بين الغلومة والغلومية والغلامية ، وتصغيره غليم ، والعرب يقولون للكهل غلام نجيب ، وهو فاش في كلامهم ؛ وقوله أنشده ثعلب :
تنح يا عسيف عن مقامها وطرح الدلو إلى غلامها
قال : غلامها صاحبها . والغيلم : المرأة الحسناء ، وقيل : الغيلم الجارية المغتلمة ؛ قال عياض الهذلي :
معي صاحب مثل حد السنان شديد على قرنه محطم
من المدعين إذا نوكروا تنيف إلى صوته الغيلم
يشذب بالسيف أقرانه كما فرق اللمة الغيلم
قال الأزهري : قوله الغيلم المدرى ليس بصحيح ، ودل استشهاده بالبيت على تصحيفه . قال : وأنشدني غير واحد بيت الهذلي :
ويحمي المضاف إذا ما دعا إذا فر ذو اللمة الغيلم
كما فرق اللمة الفيلم
بالفاء ، قال : وهكذا أنشده في رواية ابن الأعرابي أبي العباس عنه ، قال : والفيلم المشط . والغيلم : موضع في شعر عنترة ؛ قال :
كيف المزار وقد تربع أهلها بعنيزتين وأهلنا بالغيلم
؟