عزز : العزيز : من صفات الله عز وجل وأسمائه الحسنى ، قال : هو الممتنع فلا يغلبه شيء ، وقال غيره : هو القوي الغالب كل شيء ، وقيل : هو الذي ليس كمثله شيء . ومن أسمائه عز وجل : المعز ، وهو الذي يهب العز لمن يشاء من عباده . والعز : خلاف الذل . وفي الحديث : قال الزجاج لعائشة : ، أي تكبرا وتشددا على الناس وجاء في بعض نسخ هل تدرين لم كان قومك رفعوا باب الكعبة ؟ قالت : لا ، قال : تعززا أن لا يدخلها إلا من أرادوا مسلم : تعزرا - براء بعد زاي - من التعزير والتوقير ، فإما أن يريد توقير البيت وتعظيمه أو تعظيم أنفسهم وتكبرهم على الناس . والعز في الأصل : القوة والشدة والغلبة . والعز والعزة : الرفعة والامتناع ، والعزة لله ، وفي التنزيل العزيز : ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين أي له العزة والغلبة سبحانه . وفي التنزيل العزيز : من كان يريد العزة فلله العزة جميعا أي من كان يريد بعبادته غير الله فإنما له العزة في الدنيا ، ولله العزة جميعا ، أي يجمعها في الدنيا والآخرة بأن ينصر في الدنيا ويغلب ، وعز يعز - بالكسر - عزا وعزة وعزازة ، ورجل عزيز : من قوم أعزة وأعزاء وعزاز . وقوله تعالى : فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين أي جانبهم غليظ على الكافرين لين على المؤمنين ، قال الشاعر :
بيض الوجوه كريمة أحسابهم في كل نائبة عزاز الآنف
وروي :بيض الوجوه ألبة ومعاقل ولا يقال : عززاء كراهية التضعيف وامتناع هذا مطرد في هذا النحو المضاعف . قال الأزهري : يتذللون للمؤمنين وإن كانوا أعزة ، ويتعززون على الكافرين وإن كانوا في شرف الأحساب دونهم . وأعز الرجل : جعله عزيزا . وملك أعز : عزيز ، قال : الفرزدق
إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول
حتى انتهيت إلى فراش عزيزة شعواء روثة أنفها كالمخصف عنى عقابا ، وجعلها عزيزة لامتناعها وسكناها أعالي الجبال . ورجل عزيز : منيع لا يغلب ولا يقهر . وقوله عز وجل : ذق إنك أنت العزيز الكريم معناه ذق بما كنت تعد في أهل العز والكرم ، كما قال تعالى في نقيضه : كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون ومن الأول قول الأعشى :
على أنها إذ رأتني أقا د قالت بما قد أراه بصيرا
أبو زيد : عز الرجل يعز عزا وعزة إذا قوي بعد ذلة وصار عزيزا . وأعزه الله ، وعززت عليه : كرمت عليه . وقوله تعالى : وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أي أن الكتب التي تقدمته لا تبطله ، ولا يأتي بعده كتاب يبطله ، وقيل : هو محفوظ من أن ينقص ما فيه فيأتيه الباطل من بين يديه ، أو يزاد فيه فيأتيه الباطل من خلفه ، وكلا الوجهين حسن ، أي حفظ وعز من أن يلحقه شيء من هذا . وملك أعز وعزيز بمعنى واحد . وعز عزيز : إما أن يكون على المبالغة ، وإما أن يكون بمعنى معز ، قال طرفة :
ولو حضرته تغلب ابنة وائل لكانوا له عزا عزيزا وناصرا
وعززت القوم وأعززتهم وعززتهم : قويتهم وشددتهم . وفي التنزيل العزيز : فعززنا بثالث أي قوينا وشددنا ، وقد قرئت : فعززنا بثالث بالتخفيف ، كقولك : شددنا ، ويقال في هذا المعنى أيضا : رجل عزيز ، على لفظ ما تقدم ، والجمع كالجمع .
وفي التنزيل العزيز : أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين أي أشداء عليهم ، قال : وليس هو من عزة النفس . وقال ثعلب : في الكلام الفصيح : إذا عز أخوك فهن ، والعرب تقوله ، وهو مثل معناه : إذا تعظم أخوك شامخا عليك فالتزم له الهوان . قال الأزهري : المعنى : إذا غلبك وقهرك ولم تقاومه فتواضع له ; فإن اضطرابك عليه يزيدك ذلا وخبالا . قال أبو إسحق : الذي قاله ثعلب خطأ ، وإنما الكلام إذا عز أخوك فهن ، بكسر الهاء ، معناه : إذا اشتد عليك فهن له وداره ، وهذا من مكارم الأخلاق كما روي عن معاوية - رضي الله عنه - أنه قال : لو أن بيني وبين الناس شعرة يمدونها وأمدها ما [ ص: 135 ] انقطعت ، قيل : وكيف ذلك ؟ قال : كنت إذا أرخوها مددت ، وإذا مدوها أرخيت ، فالصحيح في هذا المثل فهن ، بالكسر ، من قولهم : هان يهين إذا صار هينا لينا كقوله :
هينون لينون أيسار ذوو كرم سواس مكرمة أبناء أطهار
وقارعة من الأيام لولا سبيلهم لزاحت عنك حينا
دببت لها الضراء وقلت أبقى إذا عز ابن عمك أن تهونا
من الصفا العاسي ويدعسن الغدر عزازه ويهتمرن ما انهمر
عزازة كل سائل نفع سوء لكل عزازة سالت قرار
قرارة كل سائل نفع سوء لكل قرارة سالت قرار
عزز منه وهو معطي الإسهال ضرب السواري متنه بالتهتال
أجد إذا ضمرت تعزز لحمها وإذا تشد بنسعها لا تنبس
وفرس معتزة : غليظة اللحم شديدته . وقولهم تعزيت عنه ، أي تصبرت : أصلها تعززت أي تشددت ، مثل تظنيت من تظننت ، ولها نظائر تذكر في مواضعها ، والاسم منه العزاء . وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : من لم يتعز بعزاء الله فليس منا فسره ثعلب فقال : معناه من لم يرد أمره إلى الله فليس منا . والعزاء : السنة الشديدة ، قال :
ويعبط الكوم في العزاء إن طرقا
وقيل : هي الشدة . وشاة عزوز : ضيقة الأحاليل ، وكذلك الناقة ، والجمع عزز ، وقد عزت تعز عزوزا وعزازا وعززت عززا ، بضمتين ، عن ، وتعززت ، والاسم العزز والعزاز . ابن الأعرابيوفلان عنز عزوز : لها در جم ، وذلك إذا كان كثير المال شحيحا . وشاة عزوز : ضيقة الأحاليل لا تدر حتى تحلب بجهد . وقد أعزت إذا كانت عزوزا ، وقيل : عززت الناقة إذا ضاق إحليلها ولها لبن كثير . قال الأزهري : أظهر التضعيف في عززت ، ومثله قليل . وفي حديث موسى وشعيب - عليهما السلام - : . العزوز : الشاة البكيئة القليلة اللبن ، الضيقة الإحليل ، ومنه حديث فجاءت به قالب لون ليس فيها عزوز ولا فشوش عمرو بن ميمون : . يريد التجوز في الصلاة وتخفيفها ، ومنه حديث أبي ذر : لو أن رجلا أخذ شاة عزوزا فحلبها ، ما فرغ من حلبها حتى أصلي الصلوات الخمس . هو جمع عزوز كصبور وصبر . وعز الماء يعز ، وعزت القرحة تعز إذا سال ما فيها ، وكذلك مذع ، وبذع ، وصهى ، وهمى ، وفز ، وفض - إذا سال . هل يثبت لكم العدو حلب شاة ؟ قال : إي والله ، وأربع عزز
وأعزت الشاة : استبان حملها وعظم ضرعها ، يقال ذلك للمعز والضأن ، يقال : أرأت ورمدت وأعزت وأضرعت ، بمعنى واحد . وعاز الرجل إبله وغنمه معازة ، إذا كانت مراضا لا تقدر أن ترعى ، فاحتش لها ولقمها ، ولا تكون المعازة إلا في المال ، ولم نسمع في مصدره عزازا . وعزه يعزه عزا : قهره وغلبه . وفي التنزيل العزيز : وعزني في الخطاب أي غلبني في الاحتجاج . وقرأ بعضهم : " وعازني في الخطاب " أي غالبني ، وأنشد في صفة جمل :
يعز على الطريق بمنكبيه كما ابترك الخليع على القداح
[ ص: 136 ]
عز على الريح الشبوب الأعفرا
أي غلبه وحال بينه وبين الريح فرد وجوهها ، ويعني بالشبوب الظبي لا الثور ; لأن الأعفر ليس من صفات البقر . والعزعزة : الغلبة . وعازني فعززته ، أي غالبني فغلبته ، وضم العين في مثل هذا مطرد ، وليس في كل شيء ، يقال : فاعلني ففعلته . والعز : المطر الغزير ، وقيل : مطر عز شديد كثير لا يمتنع منه سهل ولا جبل إلا أساله . وقال أبو حنيفة : العز المطر الكثير . أرض معزوزة : أصابها عز من المطر . والعزاء : المطر الشديد الوابل . والعزاء : الشدة . والعزيزاء من الفرس : ما بين عكوته وجاعرته ، يمد ويقصر ، وهما العزيزاوان ، والعزيزاوان : عصبتان في أصول الصلوين فصلتا من العجب وأطراف الوركين ، وقال أبو مالك : العزيزاء عصبة رقيقة مركبة في الخوران إلى الورك ، وأنشد في صفة فرس :أمرت عزيزاء ونيطت كرومه إلى كفل راب وصلب موثق
أما ودماء مائرات تخالها على قنة العزى وبالنسر عندما
يا عز كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك
هان على عزة بنت الشحاج مهوى جمال مالك في الإدلاج