طلق : الطلق : طلق المخاض عند الولادة . : الطلق وجع الولادة . وفي حديث ابن سيده : ابن عمر أن رجلا حج بأمه فحملها على عاتقه فسأله : هل قضى حقها ؟ قال : ولا طلقة واحدة ، الطلق : وجع الولادة ، والطلقة : المرة الواحدة ، وقد طلقت المرأة تطلق طلقا ، على ما لم يسم فاعله ، وطلقت ، بضم اللام . : طلقت من الطلاق أجود ، وطلقت بفتح اللام جائز ، ومن الطلق طلقت ، وكلهم يقول : امرأة طالق بغير هاء ، وأما قول ابن الأعرابي الأعشى :
أيا جارتا بيني ، فإنك طالقة !
فإن الليث قال : أراد " طالقة غدا " . وقال غيره : قال : " طالقة " على الفعل ؛ لأنها يقال لها : قد طلقت فبني النعت على الفعل ، وطلاق المرأة : بينونتها عن زوجها . وامرأة طالق من نسوة طلق وطالقة من نسوة طوالق ، وأنشد قول الأعشى :
[ ص: 136 ]
أجارتنا بيني ، فإنك طالقة ! كذاك أمور الناس غاد وطارقه
وطلق الرجل امرأته وطلقت هي ، بالفتح ، تطلق طلاقا وطلقت ، الضم أكثر ; عن ثعلب ; طلاقا وأطلقها بعلها وطلقها . وقال الأخفش : لا يقال : طلقت ; بالضم . ورجل مطلاق ومطليق وطليق وطلقة ، على مثال همزة : كثير التطليق للنساء . وفي حديث الحسن : إنك رجل طليق ; أي كثير طلاق النساء ، والأجود أن يقال : مطلاق ، ومطليق ، ومنه حديث علي ، عليه السلام : إن الحسن مطلاق فلا تزوجوه . وطلق البلاد : تركها عن ; وأنشد : ابن الأعرابي
مراجع نجد بعد فرك وبغضة مطلق بصرى ، أشعث الرأس جافله
قال : وقال وسأله العقيلي ، فقال : أطلقت امرأتك ؟ فقال : نعم والأرض من ورائها ! وطلقت البلاد : فارقتها . وطلقت القوم : تركتهم ; وأنشد الكسائي لابن أحمر :
غطارفة يرون المجد غنما إذا ما طلق البرم العيالا
أي تركهم كما يترك الرجل المرأة . وفي حديث عثمان وزيد : الطلاق بالرجال والعدة بالنساء ، هذا متعلق بهؤلاء وهذه متعلقة بهؤلاء ، فالرجل يطلق والمرأة تعتد ، وقيل : أراد أن الطلاق يتعلق بالزوج في حريته ورقه ، وكذلك العدة بالمرأة في الحالتين ، وفيه بين الفقهاء خلاف : فمنهم من يقول : إن الحرة إذا كانت تحت العبد لا تبين إلا بثلاث ، وتبين الأمة تحت الحر باثنتين ، ومنهم من يقول : إن الحرة تبين تحت العبد باثنتين ، ولا تبين الأمة تحت الحر بأقل من ثلاث ، ومنهم من يقول : ; إذا كان الزوج عبدا وهي حرة ، أو بالعكس ، أو كانا عبدين ، فإنها تبين باثنتين ، وأما العدة فإن المرأة إن كانت حرة ; اعتدت للوفاة أربعة أشهر وعشرا ، وبالطلاق ثلاثة أطهار ، أو ثلاث حيض تحت حر كانت أو عبد ، فإن كانت أمة اعتدت شهرين وخمسا ، أو طهرين ، أو حيضتين ، تحت عبد كانت أو حر . وفي حديث عمر والرجل الذي قال لزوجته : أنت خلية طالق ، والطالق من الإبل : التي طلقت في المرعى ، وقيل : هي التي لا قيد عليها ، وكذلك الخلية . وطلاق النساء لمعنيين : أحدهما حل عقدة النكاح ، والآخر بمعنى التخلية والإرسال . ويقال للإنسان إذا عتق ; طليق أي صار حرا . وأطلق الناقة من عقالها وطلقها ، فطلقت : هي بالفتح ، وناقة طلق وطلق : لا عقال عليها ، والجمع أطلاق . وبعير طلق وطلق : بغير قيد . الجوهري : بعير طلق ، بضم الطاء واللام ، أي غير مقيد . وأطلقت الناقة من العقال ، فطلقت . والطالق من الإبل : التي قد طلقت في المرعى . وقال أبو نصر : الطالق التي تنطلق إلى الماء ، ويقال التي لا قيد عليها ، وهي طلق وطالق أيضا ، وطلق أكثر ، وأنشد :
معقلات العيس أو طوالق
أي قد طلقت عن العقال فهي طالق لا تحبس عن الإبل . ونعجة طالق : مخلاة ترعى وحدها ، وحبسوه في السجن طلقا ; أي بغير قيد ولا كبل . وأطلقه فهو مطلق وطليق : سرحه ، وأنشد : سيبويه
طليق الله ، لم يمنن عليه أبو داود وابن أبي كبير
والجمع طلقاء ، والطلقاء : الأسراء العتقاء . والطليق : الأسير الذي أطلق عنه إساره ، وخلي سبيله . والطليق : الأسير يطلق ، فعيل بمعنى مفعول ، قال : ذو الرمة
وتبسم عن نور الأقاحي أقفرت بوعساء معروف ، تغام وتطلق
غدت وهي محشوكة طالق
ونعجة طالق أيضا : من ذلك ، وقيل : هي التي يحتبس الراعي لبنها ; وقيل : هي التي يترك لبنها يوما وليلة ثم يحلب . والطالق من الإبل : هي التي يتركها الراعي لنفسه ، لا يحتلبها على الماء . يقال : استطلق الراعي ناقة لنفسه . والطالق : الناقة يحل عنها عقالها ; قال :
معقلات العيس أو طوالق
، وأنشد أيضا ابن بري لإبراهيم بن هرمة :تشلى كبيرتها فتحلب طالقا ويرمقون صغارها ترميقا
أبو عمرو : الطلقة النوق التي تحلب في المرعى . : الطالق الناقة ترسل في المرعى . ابن الأعرابي الشيباني : الطالق من النوق التي يتركها بصرارها ، وأنشد للحطيئة :
أقيموا على المعزى بدار أبيكم تسوف الشمال بين صبحى وطالق
قال : الصبحى التي يحلبها في مبركها يصطبحها ، والطالق التي يتركها بصرارها فلا يحلبها في مبركها ، والجمع المطاليق والأطلاق . وقد أطلقت الناقة فطلقت أي حل عقالها ، وقال شمر : سألت عن قوله : ابن الأعرابي
ساهم الوجه من جديلة أو نبهان ، أفنى ضراه للإطلاق
قال : هذا يكون بمعنى الحل والإرسال ، قال :
وإطلاقه إياها إرسالها على الصيد ، أفناها أي بقتلها . والطالق والمطلاق : الناقة المتوجهة إلى الماء ، طلقت تطلق طلقا وطلوقا وأطلقها ، قال : ذو الرمة
[ ص: 137 ]
قرانا وأشتاتا وحاد يسوقها إلى الماء من حور التنوفة ، مطلق
وليلة الطلق : الليلة الثانية من ليالي توجهها إلى الماء . وقال ثعلب : إذا كان بين الإبل والماء يومان ; فأول يوم يطلب فيه الماء هو القرب ، والثاني الطلق ، وقيل : ليلة الطلق ; أن يخلي وجوهها إلى الماء ، عبر عن الزمان بالحدث ، قال : ولا يعجبني . ابن سيده أبو عبيد عن أبي زيد : أطلقت الإبل إلى الماء حتى طلقت طلقا وطلوقا ، والاسم الطلق بفتح اللام . وقال : طلقت الإبل فهي تطلق طلقا ، وذلك إذا كان بينها وبين الماء يومان ، فاليوم الأول الطلق ، والثاني القرب ، وقد أطلقها صاحبها إطلاقا ، وقال : إذا خلى وجوه الإبل إلى الماء وتركها في ذلك ترعى ليلتئذ فهي ليلة الطلق ، وإن كانت الليلة الثانية فهي ليلة القرب ، وهو السوق الشديد ، وإذا خلى الرجل عن ناقته قيل : طلقها ، والعير إذا حاز عانته ثم خلى عنها قيل : طلقها ، وإذا استعصت العانة عليه ثم انقدن له قيل : طلقنه ، وأنشد الأصمعي لرؤبة :
طلقنه فاستورد العداملا
وأطلق القوم ، فهم مطلقون إذا طلقت إبلهم ، وفي المحكم إذا كانت إبلهم طوالق في طلب الماء ، والطلق : سير الليل لورد الغب ، وهو أن يكون بين الإبل وبين الماء ليلتان ، فالليلة الأولى الطلق يخلي الراعي إبله إلى الماء ويتركها مع ذلك ترعى وهي تسير ، فالإبل بعد التحويز طوالق ، وفي الليلة الثانية قوارب . والإطلاق في القائمة : أن لا يكون فيها وضح ، وقوم يجعلون الإطلاق أن يكون يد ورجل في شق محجلتين ، ويجعلون الإمساك أن يكون يد ورجل ليس بهما تحجيل . وفرس طلق إحدى القوائم ، إذا كانت إحدى قوائمه لا تحجيل فيها . وفي الحديث : ، طلق اليد اليمنى أي مطلقها ، ليس فيها تحجيل ، وطلقت يده بالخير طلاقة ، وطلقت وطلقها به يطلقها وأطلقها ، أنشد خير الحمر الأقرح : أحمد بن يحيى
أطلق يديك تنفعاك يا رجل ! بالريث ما أرويتها ، لا بالعجل
يرون قرى سهلا ودارا رحيبة ومنطلقا في وجه غير بسور
يرعون وسميا وصى نبته فانطلق الوجه ودق الكشوح
خذلت على ليلة ساهرة فليست بطلق ولا ساكرة
وليال طلقات وطوالق . وقال أبو الدقيش : وإنها لطلقة الساعة ، وقال الراعي :
فلما علته الشمس في يوم طلقة
يريد يوم ليلة طلقة ليس فيها قر ولا ريح ، يريد يومها الذي بعدها ، والعرب تبدأ بالليل قبل اليوم ، قال الأزهري : وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم أنه قال في بيت الراعي وبيت آخر أنشده : لذي الرمة
لها سنة كالشمس في يوم طلقة
قال : والعرب تضيف الاسم إلى نعته ، قال : وزادوا في الطلق الهاء للمبالغة في الوصف ، كما قالوا : رجل داهية ، قال : ويقال ليلة طلق وليلة طلقة ، أي سهلة طيبة ، لا برد فيها ، وفي صفة ليلة القدر : ليلة سمحة طلقة أي سهلة طيبة . يقال : يوم طلق ، وليلة طلق وطلقة ، إذا لم يكن فيها حر ولا برد يؤذيان ، وقيل ليلة طلق وطلقة وطالقة ساكنة مضيئة ، وقيل : الطوالق الطيبة التي لا حر فيها ولا برد ، قال كثير :
يرشح نبتا ناضرا ويزينه ندى وليال بعد ذاك طوالق
وزعم أبو حنيفة أن واحدة الطوالق طلقة ، وقد غلط لأن فعلة لا تكسر على فواعل إلا أن يشذ شيء . ورجل طلق اللسان وطلق وطلق وطليق : فصيح ، وقد طلق طلوقة وطلوقا ، وفيه أربع لغات : لسان طلق ذلق ، وطليق ذليق وطلق ذلق وطلق ذلق ، ومنه في حديث الرحم : تكلم بلسان طلق ; أي ماضي القول سريع النطق ، وهو طليق اللسان وطلق وطلق ، وهو طليق الوجه وطلق الوجه . وقال : لا يقال : طلق ذلق ، ابن الأعرابي يقولهما ، وهو طلق الكف وطليق الكف قريبان من السواء . وقال والكسائي أبو حاتم : سئل في طلق أو طلق فقال : لا أدري لسان طلق أو طلق ، قال الأصمعي شمر : ويقال طلقت يده ولسانه طلوقة وطلوقا . وقال : يقال : هو طليق وطلق وطالق ومطلق إذا خلي عنه ، قال : والتطليق التخلية والإرسال وحل العقد ، ويكون الإطلاق بمعنى الترك والإرسال ، والطلق الشأو ، وقد أطلق رجله . واستطلقه : استعجله . واستطلق بطنه : مشى . واستطلاق البطن : مشيه ، وتصغيره تطيليق ، وأطلقه الدواء . وفي [ ص: 138 ] الحديث : أن رجلا استطلق بطنه أي كثر خروج ما فيه ، يريد الإسهال . واستطلق الظبي وتطلق : استن في عدوه فمضى ومر لا يلوي على شيء ، وهو تفعل ، والظبي إذا خلى عن قوائمه فمضى لا يلوي على شيء ، قيل : تطلق . قال : والانطلاق سرعة الذهاب في أصل المحنة . ويقال : ما تطلق نفسي لهذا الأمر أي لا تنشرح ولا تستمر ، وهو تطلق تفتعل ، وتصغير الاطلاق طتيليق ، بقلب الطاء تاء لتحرك الطاء الأولى ، كما تقول في تصغير اضطراب ضتيريب ، تقلب الطاء تاء لتحرك الضاد ، والانطلاق : الذهاب . ويقال : انطلق به ، على ما لم يسم فاعله ، كما يقال : انقطع به . وتصغير منطلق مطيلق ، وإن شئت عوضت من النون وقلت مطيليق ، وتصغير الانطلاق نطيليق ؛ لأنك حذفت ألف الوصل لأن أول الاسم يلزم تحريكه بالضم للتحقير ، فتسقط الهمزة لزوال السكون الذي كانت الهمزة اجتلبت له ، فبقي نطلاق ووقعت الألف رابعة فلذلك وجب فيه التعويض ، كما تقول دنينير ؛ لأن حرف اللين إذا كان رابعا ثبت البدل منه فلم يسقط إلا في ضرورة الشعر ، أو يكون بعده ياء ، كقولهم : في جمع أثفية أثاف ، فقس على ذلك . ويقال : عدا الفرس طلقا أو طلقين أي شوطا أو شوطين ، ولم يخصص في التهذيب بفرس ولا غيره . ويقال : تطلقت الخيل إذا مضت طلقا لم تحتبس إلى الغاية ، قال : والطلق الشوط الواحد في جري الخيل . والتطلق أن يبول الفرس بعد الجري ، ومنه قوله : ابن الأعرابي
فصاد ثلاثا كجزع النظام لم يتطلق ولم يغسل
لم يغسل أي لم يعرق . وفي الحديث : فرفعت فرسي طلقا أو طلقين ; هو بالتحريك ، الشوط والغاية التي يجري إليها الفرس . والطلق ، بالتحريك : قيد من أدم ، وفي الصحاح : قيد من جلود ، قال الراجز :
عود على عود على عود خلق كأنها والليل يرمي بالغسق
مشاجب وفلق سقب وطلق
شبه الرجل بالمشجب ليبسه وقلة لحمه ، وشبه الجمل بفلق سقب ، والسقب خشبة من خشبات البيت ، وشبه الطريق بالطلق وهو قيد من أدم . وفي حديث حنين : ثم انتزع طلقا من حقبه فقيد به الجمل ، الطلق ، بالتحريك : قيد من جلود . والطلق : الحبل الشديد الفتل حتى يقوم ، قال رؤبة :
محملج أدرج إدراج الطلق
وفي حديث : ابن عباس الحياء والإيمان مقرونان في طلق ، الطلق هاهنا : حبل مفتول شديد الفتل ، أي هما مجتمعان لا يفترقان كأنهما قد شدا في حبل أو قيد . وطلق البطن : جدته ، والجمع أطلاق ; وأنشد :
تقاذفن أطلاقا وقارب خطوه عن الذود تقريب ، وهن حبائبه
تبيت الهموم الطارقات يعدنني كما تعتري الأهوال رأس المطلق
وقال النابغة :
تناذرها الراقون من سوء سمها تطلقه طورا ، وطورا تراجع
والطلق : ضرب من الأدوية ، وقيل : هو نبت تستخرج عصارته فيتطلى به الذين يدخلون في النار . : يقال : لضرب من الدواء أو نبت طلق ، متحرك . وطلق وطلق : اسمان . الأصمعي