برق : قال : البرق سوط من نور يزجر به الملك السحاب . والبرق : واحد بروق السحاب . والبرق الذي يلمع في الغيم ، وجمعه بروق . وبرقت السماء تبرق برقا وأبرقت : جاءت ببرق . والبرقة : المقدار من البرق ، وقرئ : ( يكاد سنا برقه ) ، فهذا لا محالة جمع برقة . ومرت بنا الليلة سحابة براقة وبارقة أي سحابة ذات برق ; عن ابن عباس اللحياني . وأبرق القوم : دخلوا في البرق ، وأبرقوا البرق : رأوه ; قال طفيل :
ظعائن أبرقن الخريف وشمنه وخفن الهمام أن تقاد قنابله .
قال الفارسي : أراد أبرقن برقه . ويقال : أبرق الرجل إذا أم البرق أي قصده . والبارق : سحاب ذو برق . والسحابة بارقة ، وسحابة بارقة ذات برق . ويقال : ما فعلت البارقة التي رأيتها البارحة ؟ يعني السحابة التي يكون فيها برق ; عن . برقت السماء ورعدت برقانا أي لمعت . وبرق الرجل ورعد يرعد إذا تهدد ; قال الأصمعي : ابن أحمر
يا جل ما بعدت عليك بلادنا وطلابنا ، فابرق بأرضك وارعد .
وبرق الرجل وأبرق : تهدد وأوعد ، وهو من ذلك ، كأنه أراه مخيلة الأذى كما يري البرق مخيلة المطر ; قال : ذو الرمة
إذا خشيت منه الصريمة ، أبرقت له برقة من خلب غير ماطر .
جاء بالمصدر على برق لأن أبرق وبرق سواء ، وكان ينكر أبرق وأرعد ولم يك يرى الأصمعي ذا الرمة حجة ; وكذلك أنشد بيت : الكميت
أبرق وأرعد يا يزيد فما وعيدك لي بضائر .
فقال : هو جرمقاني . الليث : البرق دخيل في العربية وقد استعملوه ، وجمعه البرقان . وأرعدنا وأبرقنا بمكان كذا وكذا أي رأينا البرق والرعد . ويقال : برق الخلب وبرق خلب ، بالإضافة ، وبرق خلب بالصفة ، وهو الذي ليس فيه مطر . وأرعد القوم وأبرقوا أي أصابهم رعد وبرق . واستبرق المكان : إذا لمع بالبرق ; قال الشاعر :
يستبرق الأفق الأقصى ، إذا ابتسمت لمع السيوف ، سوى أغمادها القضب .
وفي صفة أبي إدريس : دخلت مسجد دمشق فإذا فتى براق الثنايا ; وصف ثناياه بالحسن والضياء وأنها تلمع إذا تبسم كالبرق ، أراد صفة وجهه بالبشر والطلاقة ; ومنه الحديث : ، أي تلمع وتستنير كالبرق . برق السيف وغيره يبرق برقا وبريقا وبروقا وبرقانا : لمع وتلألأ ، والاسم البريق . وسيف إبريق : كثير اللمعان والماء ; قال تبرق أسارير وجهه : ابن أحمر
تعلق إبريقا ، وأظهر جعبة ليهلك حيا ذا زهاء وجامل .
والإبريق : السيف الشديد البريق ; عن كراع ، قال : سمي به لفعله ، وأنشد البيت المتقدم ; وقال بعضهم : الإبريق السيف هاهنا ، سمي به لبريقه ، وقال غيره : الإبريق هاهنا قوس فيه تلاميع . وجارية إبريق : براقة الجسم . والبارقة : السيوف على التشبيه بها لبياضها . ورأيت البارقة أي بريق السلاح ; عن اللحياني . وفي الحديث : أي لمعانها . وفي حديث كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة عمار - رضي الله عنه - : الجنة تحت البارقة ، أي تحت السيوف . يقال للسلاح إذا رأيت بريقه : رأيت البارقة . وأبرق الرجل إذا لمع بسيفه وبرق به أيضا ، وأبرق بسيفه يبرق إذا لمع به . ولا أفعله ما برق في السماء نجم أي ما طلع ; عنه أيضا ، وكله من البرق . والبراق : دابة يركبها الأنبياء - عليهم السلام - مشتقة من البرق ، وقيل : البراق فرس جبريل ، صلى الله على نبينا وعليه وسلم . الجوهري : البراق اسم دابة ركبها سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة المعراج ، وذكر في الحديث قال : وهو الدابة التي ركبها ليلة الإسراء ; سمي بذلك لنصوع لونه وشدة بريقه ، وقيل : لسرعة حركته شبهه فيها بالبرق . وشيء براق : ذو بريق . والبرقانة : دفعة البريق . ورجل برقان : براق البدن . وبرق بصره : لألأ به . الليث : برق فلان بعينيه تبريقا إذا لألأ بهما من شدة النظر ; وأنشد :
وطفقت بعينها تبريقا نحو الأمير ، تبتغي تطليقا .
وبرق عينيه تبريقا : إذا أوسعهما وأحد النظر . وبرق : لوح بشيء ليس له مصداق ، تقول العرب : برقت وعرقت ; عرقت أي قللت . وعمل رجل عملا فقال له صاحبه : عرقت وبرقت لوحت بشيء ليس له مصداق . وبرق بصره برقا وبرق يبرق بروقا ; الأخيرة عن اللحياني : دهش فلم يبصر ، وقيل : تحير فلم يطرف ; قال : ذو الرمة
ولو أن لقمان الحكيم تعرضت لعينيه مي سافرا ، كاد يبرق .
وفي التنزيل : فإذا برق البصر ، وبرق ، قرئ بهما جميعا ; قال الفراء : قرأ عاصم وأهل المدينة برق ، بكسر الراء ، وقرأها نافع وحده برق ، بفتح الراء ، من البريق أي شخص ، ومن قرأ ( برق ) فمعناه فزع ; وأنشد قول طرفة :
[ ص: 67 ]
فنفسك فانع ولا تنعني وداو الكلوم ولا تبرق .
يقول : لا تفزع من هول الجراح التي بك ، قال : ومن قرأ ( برق ) يقول : فتح عينيه من الفزع ، وبرق بصره أيضا كذلك . وأبرقه الفزع . والبرق أيضا : الفزع . ورجل بروق : جبان . ثعلب عن : البرق الضباب ، والبرق العين المنفتحة . وفي حديث ابن الأعرابي - رضي الله عنهما - : لكل داخل برقة أي دهشة ، والبرق : الدهش . وفي حديث ابن عباس عمرو : أنه كتب إلى عمر - رضي الله عنهما - : إن البحر خلق عظيم يركبه خلق ضعيف دود على عود بين غرق وبرق ; البرق ، بالتحريك : الحيرة والدهش . وفي حديث الدعاء : إذا برقت الأبصار . يجوز كسر الراء وفتحها ، فالكسر بمعنى الحيرة ، والفتح بمعنى البريق اللموع . وفي حديث وحشي : فاحتمله حتى إذا برقت قدماه رمى به أي ضعفتا وهو من قولهم برق بصره أي ضعف . وناقة بارق : تشذر بذنبها من غير لقح ; عن . وأبرقت الناقة بذنبها ، وهي مبرق وبروق ; الأخيرة شاذة : شالت به عند اللقاح ، وبرقت أيضا ، ونوق مباريق ; وقال ابن الأعرابي اللحياني : هو إذا شالت بذنبها وتلقحت وليست بلاقح . وتقول العرب : دعني من تكذابك وتأثامك شولان البروق ; نصب شولان على المصدر أي أنك بمنزلة الناقة التي تبرق بذنبها أي تشول به فتوهمك أنها لاقح ، وهي غير لاقح ، وجمع البروق برق . وقول ، وقد ذكر ابن الأعرابي شهرزور : قبحها الله ! إن رجالها لنزق وإن عقاربها لبرق ، أي أنها تشول بأذنابها كما تشول الناقة البروق . وأبرقت المرأة بوجهها وسائر جسمها وبرقت ; الأخيرة عن اللحياني ، وبرقت إذا تعرضت وتحسنت ، وقيل : أظهرته على عمد ; قال رؤبة :
يخدعن بالتبريق والتأنث .
وامرأة براقة وإبريق : تفعل ذلك . اللحياني : امرأة إبريق إذا كانت براقة . ورعدت المرأة وبرقت أي تزينت . والبرقانة : الجرادة المتلونة ، وجمعها برقان . والبرقة والبرقاء : أرض غليظة مختلطة بحجارة ورمل ، وجمعها برق وبراق ، شبهوه بصحاف لأنه قد استعمل استعمال الأسماء ، فإذا اتسعت البرقة فهي الأبرق ، وجمعه أبارق ، كسر تكسير الأسماء لغلبته . : الأبرق والبرقاء غلظ فيه حجارة ورمل وطين مختلطة ، وكذلك البرقة ، وجمع البرقاء برقاوات ، وتجمع البرقة براقا . ويقال : قنفذ برقة كما يقال ضب كدية ، والجمع برق . وتيس أبرق : فيه سواد وبياض . قال الأصمعي اللحياني : من الغنم أبرق وبرقاء للأنثى ، وهو من الدواب أبلق وبلقاء ، ومن الكلاب أبقع وبقعاء . وفي الحديث : أبرقوا فإن دم عفراء أزكى عند الله من دم سوداوين ، أي ضحوا بالبرقاء ، وهي الشاة التي في خلال صوفها الأبيض طاقات سود ، وقيل : معناه : اطلبوا الدسم والسمن ، من برقت له إذا دسمت طعامه بالسمن . وجبل أبرق : فيه لونان من سواد وبياض ، ويقال للجبل أبرق لبرقة الرمل الذي تحته . : الأبرق الجبل مخلوطا برمل ، وهي البرقة ذات حجارة وتراب ، وحجارتها الغالب عليها البياض وفيها حجارة حمر وسود ، والتراب أبيض وأعفر وهو يبرق لك بلون حجارتها وترابها ، وإنما برقها اختلاف ألوانها ، وتنبت أسنادها وظهرها البقل والشجر نباتا كثيرا يكون إلى جنبها الروض أحيانا ; ويقال للعين برقاء لسواد الحدقة مع بياض الشحمة ; وقول الشاعر : ابن الأعرابي
بمنحدر من رأس برقاء ، حطه تذكر بين من حبيب مزايل .
يعني دمعا انحدر من العين ، وفي المحكم : أراد العين لاختلاطها بلونين من سواد وبياض . وروضة برقاء : فيها لونان من النبت ; أنشد ثعلب :
لدى روضة قرحاء برقاء جادها من الدلو والوسمي ، طل وهاضب .
ويقال للجراد إذا كان فيه بياض وسواد : برقان ; وكل شيء اجتمع فيه سواد وبياض ، فهو أبرق . قال : ويقال للجنادب البرق ; قال ابن بري طهمان الكلابي :
قطعت ، وحرباء الضحى متشوس وللبرق يرمحن المتان نقيق .
والنقيق : الصرير . أبو زيد : إذا أدمت الطعام بدسم قليل قلت : برقته أبرقه برقا . والبرقة : قلة الدسم في الطعام . وبرق الأدم بالزيت والدسم يبرقه برقا وبروقا : جعل فيه شيئا يسيرا ، وهي البريقة ، وجمعها برائق ، وكذلك التباريق . وبرق الطعام يبرقه إذا صب فيه الزيت . والبريقة : طعام فيه لبن وماء يبرق بالسمن والإهالة ; عن ابن السكيت أبي صاعد : البريقة وجمعها برائق وهي اللبن يصب عليه إهالة أو سمن قليل . ويقال : ابرقوا الماء بزيت ، أي صبوا عليه زيتا قليلا . وقد برقوا لنا طعاما بزيت أو سمن برقا : وهو شيء منه قليل لم يسغسغوه ، أي لم يكثروا دهنه . المؤرج : برق فلان تبريقا إذا سافر سفرا بعيدا ، وبرق منزله أي زينه وزوقه ، وبرق فلان في المعاصي إذا ألح فيها ، وبرق لي الأمر أي أعيا علي . وبرق السقاء يبرق برقا وبروقا : أصابه حر فذاب زبده وتقطع فلم يجتمع . يقال : سقاء برق . والبرقي : الطفيلي ، حجازية . والبرق : الحمل ، فارسي معرب ، وجمعه أبراق وبرقان وبرقان . وفي حديث الدجال : أن صاحب رايته في عجب ذنبه مثل ألية البرق وفيه هلبات كهلبات الفرس ; البرق ، بفتح الباء والراء : الحمل ، وهو تعريب ( بره ) بالفارسية . وفي حديث قتادة : تسوقهم النار سوق البرق الكسير ، أي المكسور القوائم يعني تسوقهم النار سوقا رفيقا كما يساق الحمل الظالع . والإبريق : إناء ، وجمعه أباريق ، فارسي معرب ; قال : شاهده قول ابن بري : عدي بن زيد
ودعا بالصبوح ، يوما ، فجاءت قينة في يمينها إبريق .
وقال كراع : هو الكوز . وقال أبو حنيفة مرة : هو الكوز ، وقال مرة : هو مثل الكوز وهو في كل ذلك فارسي . وفي التنزيل : يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق ; وأنشد أبو حنيفة لشبرمة الضبي :
[ ص: 68 ]
كأن أباريق الشمول عشية إوز بأعلى الطف ، عوج الحناجر .
والعرب تشبه أباريق الخمر برقاب طير الماء ; قال أبو الهندي :
مفدمة قزا ، كأن رقابها رقاب بنات الماء أفزعها الرعد .
وقال : عدي بن زيد
بأباريق شبه أعناق طير ال ماء قد جيب ، فوقهن ، حنيف .
ويشبهون الإبريق أيضا بالظبي ; قال علقمة بن عبدة :
كأن إبريقهم ظبي على شرف مفدم بسبا الكتان ملثوم .
وقال آخر :
كأن أباريق المدام لديهم ظباء ، بأعلى الرقمتين ، قيام .
وشبه بعض بني أسد أذن الكوز بياء حطي ; فقال أبو الهندي اليربوعي :
وصبي في أبيرق مليح كأن الأذن منه رجع حطي .
والبروق : ما يكسو الأرض من أول خضرة النبات ، وقيل : هو نبت معروف ; قال أبو حنيفة : البروق شجر ضعيف له ثمر حب أسود صغار ، قال : أخبرني أعرابي قال : البروق نبت ضعيف ريان له خطرة دقاق ، في رءوسها قماعيل صغار مثل الحمص ، فيها حب أسود ولا يرعاها شيء ولا تؤكل وحدها لأنها تورث التهبج ; وقال بعضهم : هي بقلة سوء تنبت في أول البقل لها قصبة مثل السياط وثمرة سوداء ، واحدته بروقة . وتقول العرب : هو أشكر من بروق ، وذلك أنه يعيش بأدنى ندى يقع من السماء ، وقيل : لأنه يخضر إذا رأى السحاب . وبرقت الإبل والغنم ، بالكسر ، تبرق برقا إذا اشتكت بطونها من أكل البروق ; ويقال أيضا : أضعف من بروقة ; قال جرير :
كأن سيوف التيم عيدان بروق إذا نضيت عنها لحرب جفونها .
وبارق وبريرق وبريق وبرقان وبراقة : أسماء . وبنو أبارق : قبيلة . وبارق : موضع إليه تنسب الصحاف البارقية ; قال أبو ذؤيب :
فما إن هما في صحفة بارقية جديد ، أمرت بالقدوم وبالصقل .
أراد وبالمصقلة ، ولولا ذلك ما عطف العرض على الجوهر . وبراق : ماء بالشام ; قال :
فأحمى رأسه بصعيد عك وسائر خلقه بجبا براق .
وبارق : قبيلة من اليمن منهم معقر بن حمار البارقي الشاعر . وبارق : موضع قريب من الكوفة ; ومنه قول أسود بن يعفر :
أرض الخورنق والسدير وبارق والقصر ذي الشرفات من سنداد .
قال : الذي في شعر الأسود : أهل الخورنق بالخفض ; وقبله : ابن بري
ماذا أؤمل بعد آل محرق تركوا منازلهم ، وبعد إياد ؟
أهل الخورنق . . . البيت ، وخفضه على البدل من آل ، وإن صحت الرواية بأرض فينبغي أن تكون منصوبة بدلا من ( منازلهم ) . وتبارق : اسم موضع أيضا ; عن أبي عمرو ; وقال : عمران بن حطان
عفا كنفا حوران من أم معفس وأقفر منها تستر وتبارق .
وبرقة : موضع . وفي الحديث ذكر برقة ، وهو بضم الباء وسكون الراء ، موضع بالمدينة به مال كانت صدقات سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها . وذكر الجوهري هنا : الإستبرق الديباج الغليظ ، فارسي معرب ، وتصغيره أبيرق .