شنن : الشن والشنة : الخلق من كل آنية صنعت من جلد ، وجمعها شنان . وحكى اللحياني : قربة أشنان ، كأنهم جعلوا كل جزء منها شنا ثم جمعوا على هذا ، قال : ولم أسمع أشنانا في جمع شن إلا هنا . وتشنن السقاء واشتن واستشن : أخلق . والشن : القربة الخلق والشنة أيضا ، وكأنها صغيرة ، والجمع الشنان . وفي المثل : لا يقعقع لي بالشنان ; قال النابغة :
كأنك من جمال بني أقيش يقعقع خلف رجليه بشن
وتشننت القربة وتشانت : أخلقت . وفي الحديث : ; قال أنه أمر بالماء فقرس في الشنان أبو عبيد : يعني الأسقية والقرب الخلقان . ويقال للسقاء شن وللقربة شن ، وإنما ذكر الشنان دون الجدد ; لأنها أشد تبريدا للماء من الجدد . وفي حديث قيام الليل : أي قربة ; وفي حديث آخر : فقام إلى شن معلقة وفي [ ص: 149 ] حديث هل عندكم ماء بات في شنة ؟ أنه ذكر القرآن ، فقال : لا يتفه ولا يتشان ; معناه أنه لا يخلق على كثرة القراءة والترداد . وقد استشن السقاء وشنن إذا صار خلقا . وفي حديث ابن مسعود : إذا استشن ما بينك وبين الله فابلله ، بالإحسان إلى عباده أي إذا أخلق . ويقال : شن الجمل من العطش يشن إذا يبس . وشنت القربة تشن إذا يبست . وحكى عمر بن عبد العزيز عن ابن بري ابن خالويه قال : يقال : رفع فلان الشن إذا اعتمد على راحته عند القيام وعجن وخبز إذا كرره . والتشنن : التشنج واليبس في جلد الإنسان عند الهرم ; وأنشد لرؤبة :وانعاج عودي كالشظيف الأخشن بعد اقورار الجلد والتشنن
هريق شبابي واستشن أديمي
وتشان الجلد : يبس وتشنج وليس بخلق . ومرة شنة : خلا من سنها عن ، أراد ذهب من عمرها كثير فبليت ، وقيل : هي العجوز المسنة البالية . وقوس شنة : قديمة ; عنه أيضا ; وأنشد : ابن الأعرابيفلا صريخ اليوم إلا هنه معابل خوص وقوس شنه
يظل غرابها ضرما شذاه شج بخصومة الذئب الشنون
منها الشنون ومنها الزاهق الزهم
ورأيت هنا حاشية : إن زهيرا وصف بهذا البيت خيلا لا إبلا ; وقال أبو خيرة : إنما ، قيل له شنون ; لأنه قد ذهب بعض سمنه ، فقد استشن ، كما تستشن القربة . ويقال للرجل والبعير إذا هزل : قد استشن . اللحياني : مهزول ثم منق إذا سمن قليلا ثم شنون ثم سمين ثم ساح ثم مترطم إذا انتهى سمنا . والشنين والتشنين والتشنان : قطران الماء من الشنة شيئا بعد شيء ; وأنشد :يا من لدمع دائم الشنين
وقال الشاعر في التشنان :عيني جودا بالدموع التوائم سجاما كتشنان الشنان الهزائم
وإن بعقدة الأنصاب منكم غلاما خر في علق شنين
شننا عليهم كل جرداء شطبة لجوج تباري كل أجرد شرحب
كأن شأنيهما شعيب
والشانة من المسايل : كالرحبة ، وقيل : هي مدفع الوادي الصغير . أبو عمرو : الشوان من مسايل الجبال التي تصب في الأودية من المكان الغليظ ، واحدتها شانة . والشنان : الماء البارد ; قال أبو ذؤيب :بماء شنان زعزعت متنه الصبا وجادت عليه ديمة بعد وابل
فشن بالسلح فلما شنا بل الذنابى عبسا مبنا
لقيت شن إيادا بالقنا طبقا وافق شن طبقه
إن بني زملوني بالدم شنشنة أعرفها من أخزم
من يلق آساد الرجال يكلم
وما العيش إلا ما تلذ وتشتهي وإن لام فيه ذو الشنان وفندا