جنح : جنح إليه يجنح ويجنح جنوحا ، واجتنح : مال ، وأجنحه هو ; وقول أبي ذؤيب :
فمر بالطير منه فاحم كدر فيه الظباء وفيه العصم أجناح
إنما هو جمع جانح ، كشاهد وأشهاد ، وأراد موائل . وفي الحديث : مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجد خفة فاجتنح على أسامة حتى دخل المسجد ؛ أي : خرج مائلا متكئا عليه . ويقال : أقمت الشيء فاستقام . واجتنحته ؛ أي : أملته فجنح ؛ أي : مال . وقال الله - عز وجل - : وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ; أي : إن مالوا إليك فمل إليها ، والسلم : المصالحة ، ولذلك أنثت ; وقول أبي النجم يصف السحاب :وسح كل مدجن سحاح يرعد في بيض الذرى جناح
فما أنا يوم الرقمتين بناكل ولا السيف إن جردته بكليل
وما كنت ضغاطا ولكن ثائرا أناخ قليلا عند جنح سبيل
فبات بجنح القوم حتى إذا بدا له الصبح سام القوم إحدى المهالك
ترى الطير العتاق يظلن منه جنوحا إن سمعن له حسيسا
فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق
كأنما بجناحي طائر طاروا
ويقال : فلان في جناحي طائر إذا كان قلقا دهشا ، كما يقال : كأنه على قرن أعفر ، ويقال : نحن على جناح سفر ؛ أي : نريد السفر ، وفلان [ ص: 213 ] في جناح فلان ؛ أي : في ذراه وكنفه ، وأما قول الطرماح :
يبل بمعصور جناحي ضئيلة أفاويق منها هلة ونقوع
وأحور العين مربوب له غسن مقلد من جناح الدر تقصارا
من كل ورقاء لها دف قرح إذا تبادرن الطريق تجتنح
إذا مال فوق الرحل أحييت نفسه بذكراك والعيس المراسيل جنح
جنوح الهالكي على يديه مكبا يجتلي نقب النصال
ولاقيت من جمل وأسباب حبها جناح الذي لاقيت من تربها قبل
أعلينا جناح كندة أن يغ نم غازيهم ومنا الجزاء
يا لهف هند بعد أسرة واهب ذهبوا وكنت إليهم بجناح
ما راعني إلا جناح هابطا على البيوت قوطه العلابطا
عهدي بجناح إذا ما اهتزا وأذرت الريح ترابا نزا
أن سوف تمضيه وما ارمأزا
وتمضيه : تمضي عليه .