ثور : ثار الشيء ثورا وثئورا وثورانا وتثور : هاج ; قال أبو كبير الهذلي :
يأوي إلى عظم الغريف ونبله كسوام دبر الخشرم المتثور
وأثرته وهثرته على البدل وثورته ، وثور الغضب : حدته . والثائر : الغضبان ، ويقال للغضبان أهيج ما يكون : قد ثار ثائره ، وفار فائره ، إذا غضب وهاج غضبه . وثار إليه ثورا وثئورا وثورانا : وثب . والمثاورة : المواثبة . وثاوره مثاورة وثوارا ; عن اللحياني : واثبه وساوره . ويقال : انتظر حتى تسكن هذه الثورة ، وهي الهيج . وثار الدخان والغبار وغيرهما يثور ثورا وثئورا وثورانا : ظهر وسطع وأثاره هو ; قال :يثرن من أكدرها بالدقعاء منتصبا مثل حريق القصباء
لكالثور والجني يضرب ظهره وما ذنبه أن عافت الماء مشربا
أبصرتني بأطير الرجال وكلفتني ما يقول البشر
كما الثور يضربه الراعيان وما ذنبه أن تعاف البقر
إني وقتلي سليكا ثم أعقله كالثور يضرب لما عافت البقر
غضبت للمرء إذ نيكت حليلته وإذ يشد على وجعائها الثفر
إني وعقلي سليكا بعد مقتله
قال : وسبب هذا الشعر أن السليك خرج في تيم الرباب يتبع الأرياف فلقي في طريقه رجلا من خثعم يقال له مالك بن عمير فأخذه ومعه امرأة من خفاجة يقال لها نوار ، فقال الخثعمي : أنا أفدي نفسي منك ، فقال له السليك : ذلك لك على أن لا تخيس بعهدي ولا تطلع علي أحدا من خثعم ، فأعطاه ذلك وخرج إلى قومه وخلف السليك على امرأته فنكحها ، وجعلت تقول له : احذر خثعم ! فقال :وما خثعم إلا لئام أذلة إلى الذل والإسخاف تنمى وتنتمي
كالثور يضرب لما عافت البقر
هو مثل يقال عند عقوبة الإنسان بذنب غيره ، وكانت العرب إذا أوردوا البقر فلم تشرب لكدر الماء أو لقلة العطش ضربوا الثور ليقتحم الماء فتتبعه البقر ; ولذلك يقول الأعشى :وما ذنبه إن عافت الماء باقر وما أن يعاف الماء إلا ليضربا
وإذ يشد على وجعائها الثفر
الوجعاء : السافلة وهي الدبر . والثفر : هو الذي يشد على موضع الثفر ، وهو الفرج ، وأصله للسباع ثم يستعار للإنسان . ويقال : ثورت كدورة الماء فثار . وأثرت السبع والصيد إذا هجته . وأثرت فلانا إذا هيجته لأمر . واستثرت الصيد إذا أثرته أيضا . وثورت الأمر : بحثته . وثور القرآن : بحث عن معانيه وعن علمه . وفي حديث عبد الله : أثيروا القرآن فإن فيه خبر الأولين والآخرين ، وفي رواية : ; وفي حديث آخر : علم الأولين والآخرين ; قال من أراد العلم فليثور القرآن شمر : تثوير القرآن قراءته ومفاتشة العلماء به في تفسيره ومعانيه ، وقيل : لينقر عنه ، ويفكر في معانيه وتفسيره وقراءته ، وقال أبو عدنان : قال محارب صاحب الخليل لا تقطعنا فإنك إذا جئت أثرت العربية ; ومنه قوله :يثورها العضان زيد ودغفل
وأثرت البعير أثيره إثارة فثار يثور وتثور تثورا إذا كان باركا ، وبعثه فانبعث . وأثار التراب بقوائمه إثارة : بحثه ; قال :يثير ويذري تربها ويهيله إثارة نباث الهواجر مخمس
[ ص: 55 ]
وثورة من رجال لو رأيتهم لقلت إحدى حراج الجر من أقر
أثور ما أصيدكم أو ثورين أم تيكم الجماء ذات القرنين
يذكرني حاميم والرمح شاجر
اسمين مضموما أحدهما إلى صاحبه لمددت حا فقلت : حاء ميم ليصير كحضرموت ، كذا أنشده الجماء جعلها جماء ذات قرنين على الهزء ; وأنشدها بعضهم الحماء ; والقول فيه كالقول في ويحما من قوله :ألا هيما مما لقيت وهيما وويحا لمن لم يلق منهن ويحما
وفروة ثفر الثورة المتضاجم
وأرض مثورة : كثيرة الثيران ; عن ثعلب . الجوهري عند قوله في جمع ثيرة : قال : قلبوا الواو ياء حيث كانت بعد كسرة ، قال : وليس هذا بمطرد . وقال سيبويه : إنما قالوا ثيرة ليفرقوا بينه وبين ثورة الأقط ، وبنوه على فعلة ثم حركوه ، ويقال : مررت بثيرة لجماعة الثور . ويقال : هذه ثيرة مثيرة أي : تثير الأرض . وقال الله تعالى في صفة بقرة بني إسرائيل : المبرد تثير الأرض ولا تسقي الحرث ; أرض مثارة إذا أثيرت بالسن ، وهي الحديدة التي تحرث بها الأرض . وأثار الأرض : قلبها على الحب بعدما فتحت مرة ، وحكي أثورها على التصحيح . وقال الله - عز وجل - : وأثاروا الأرض ; أي : حرثوها وزرعوها واستخرجوا منها بركاتها وأنزال زرعها . وفي الحديث : أنه كتب لأهل جرش بالحمى الذي حماه لهم للفرس والراحلة والمثيرة ; أراد بالمثيرة بقر الحرث ; لأنها تثير الأرض . والثور : برج من بروج السماء ، على التشبيه . والثور : البياض الذي في أسفل ظفر الإنسان . وثور : حي من تميم . وبنو ثور : بطن من الرباب ، وإليهم نسب . سفيان الثوري الجوهري : ثور أبو قبيلة من مضر وهو ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر وهم رهط . وثور بناحية سفيان الثوري الحجاز : جبل قريب من مكة يسمى ثور أطحل . غيره : ثور جبل بمكة ، وفيه الغار نسب إليه ثور بن عبد مناة لأنه نزله . وفي الحديث : أنه حرم ما بين عير إلى ثور . ابن الأثير قال : هما جبلان ، أما عير فجبل معروف بالمدينة ، وأما ثور فالمعروف أنه بمكة ، وفيه الغار الذي بات فيه سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما هاجر ، وهو المذكور في القرآن ; وفي رواية قليلة ما بين عير وأحد ، وأحد بالمدينة ، قال : فيكون ثور غلطا من الراوي ، وإن كان هو الأشهر في الرواية والأكثر ، وقيل : إن عيرا جبل بمكة ، ويكون المراد أنه حرم من المدينة قدر ما بين عير وثور من مكة أو حرم المدينة تحريما مثل تحريم ما بين عير وثور بمكة على حذف المضاف ووصف المصدر المحذوف . وقال أبو عبيد : أهل المدينة لا يعرفون بالمدينة جبلا يقال له ثور ، وإنما ثور بمكة . وقال غيره : إلى بمعنى مع كأنه جعل المدينة مضافة إلى مكة في التحريم .