ولا بدت منه لهم آية غير أنه طار يوما ، وقد هموا بأخذه فطار على أثره آخر منهم ، فعلاه في طيرانه فسقط إلى الأرض بزعمهم . واليهود مجمعة أنه لم تظهر له معجزة
[ ص: 530 ] وفي الإنجيل الذي بأيديكم في غير موضع ما يشهد أنه لا معجزة له ولا آية فمن ذلك أن فيه منصوصا إن اليهود قالوا له يوما : ماذا تفعل حتى ننتهي به إلى أمر الله ، قال : أن تؤمنوا بمن بعثه ، قالوا له : وما آيتك التي ترينا ونؤمن بك ، وأنت تعلم أن آباءنا قد أكلوا المن والسلوى بالمفاوز ؟
قال : إن كان أطعمكم موسى خبزا فأنا أطعمكم خبزا سماويا ، يريد نعيم الآخرة ولو عرفوا له معجزة ما قالوا ذلك .
وفي الإنجيل الذي بأيديكم أن اليهود قالت له : ما آيتك التي نصدقك بها ؟ قال : اهدموا البيت أبنيه لكم في ثلاثة أيام ، فلو كانت اليهود تعرف له آية لم تقل هذا ، ولو كان قد أظهر لهم معجزة لذكرهم بها حينئذ .
وفي الإنجيل الذي بأيديكم أيضا : أنهم جاءوا يسألونه آية فقذفهم ، فقال : إن القبيلة الفاجرة الخبيثة آية ، فلا تعطى ذلك .
وفيه أيضا أنهم كانوا يقولون له وهو على الخشبة بظنهم : إن كنت المسيح فأنزل نفسك نؤمن بك ، يطلبون بذلك آية فلم يفعل .
فإذا كفرتم معاشر المثلثة عباد الصليب بالقرآن لم يتحقق لعيسى ابن مريم آية ولا فضيلة ، فإن أخباركم عنه وأخبار اليهود لا يلتفت إليها ، لاختلافكم في شأنه أشد الاختلاف وعدم يقينكم لجميع أموره .
وكذلك اليهود اجتمعت على أنه لم يدع شيئا من الإلهية التي نسبتم إليه أنه ادعاها .