وإن جعلتموه ونحو ذلك فلم يزل كثير من أسماء الله عز وجل تقع على غيره عند جميع الأمم وفي سائر الكتب ، وما زالت إلها لأن الأنبياء سمته إلها وربا وسيدا الروم والفرس والهند والسريانيون والعبرانيون والقبط وغيرهم يسمون ملوكهم آلهة وأربابا .
وفي السفر الأول من التوراة : أن بني الله دخلوا على بنات الناس ورأوهن بارعات الجمال فتزوجوا منهن .
وفي السفر الثاني من التوراة قصة المخرج من مصر إني جعلتك إلها لفرعون ، وفي المزمور الثاني والثمانين : وقام الله في جميع الآلهة .
هذا في العبرانية ، وأما من نقله إلى السريانية فإنه حرفه ، فقال : قام الله في جماعة الملائكة ، وقال في هذا المزمور وهو يخاطب قوما بالروح : لقد ظننت أنكم آلهة وأنكم أبناء الله كلكم ، وقد سمى الله عبده بالملك كما سمى نفسه بذلك .
[ ص: 505 ] وسمى نبيه بالرءوف الرحيم كما سمى نفسه بذلك ، وسماه بالعزيز وسمى نفسه كذلك ، واسم الرب واقع على غير الله تعالى في لغة أمة التوحيد ، كما يقال : هو رب الدار ، ورب المنزل ، ورب الإبل ، ورب هذا المتاع .
وقد قال أشعيا : عرف الثور من اقتناه ، والحمار مربط ربه ، ولم تعرف بنو إسرائيل - يعني من خلقهم .