( السادس )
يعمل ، وحكى الإمام بخبر الآحاد في أصول الدين الإجماع على ذلك . قال الإمام ابن عبد البر أحمد - رضي الله عنه : لا نتحدى القرآن والحديث . وقال : يعمل به في الديانات إذا تلقته الأمة بالقبول ، ولهذا قال الإمام القاضي أبو يعلى أحمد - رضي الله عنه : قد تلقتها العلماء بالقبول . قال العلامة ابن قاضي الجبل : مذهب الحنابلة أن أخبار الآحاد المتلقاة بالقبول تصلح لإثبات أصول الديانات ، ذكره في مقدمة المجرد ، القاضي أبو يعلى والشيخ تقي الدين في عقيدته . انتهى . وقال أبو الخطاب وابن عقيل وغيرهما : لا يعمل به فيها . ولا يكفر منكر خبر الآحاد في الأصح ، حكى ابن حماد الوجهين عن الأصحاب ، ونقل تكفيره عن . قال في المسودة : قد اختلف العلماء في تكفير من يجحد ما ثبت بخبر الواحد العدل ، وقد ذكر الإمام إسحاق بن راهويه ابن حامد في أصوله عن أصحابنا في ذلك [ ص: 20 ] وجهين ، والتكفير منقول عن . انتهى . قال الإمام إسحاق بن راهويه ابن حامد : لكن غالب أصحابنا على كفره ، فيما يتعلق بالصفات . وذكر في مكان آخر : إن جحد أخبار الآحاد كفر ، كالمتواتر عندنا ، فإنه يوجب العلم والعمل . فأما من جحد العلم بها فالأشبه أنه لا يكفر ، ويكفر في نحو ما ورد في الإسراء والنزول ونحوهما من الصفات ، كما في حاشية الجراعي على أصول العلامة ابن اللحام - رحمهما الله تعالى . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه في شرح العقيدة الأصفهانية : يجب تصديق كل مسلم بما أخبر به الله ورسوله من صفاته - تعالى - فليس ذلك موقوفا على أن يقوم دليل عقلي على تلك الصفة بعينها ، فإنه مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام ، وإن لم ندرك ثبوته بعقولنا ، ومن لم يقر بما جاء به الرسول حتى يعلمه بعقله فقد أشبه الذين قال الله - تعالى - عنهم ( أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - إذا أخبرنا بشيء من صفات الله - تعالى - وجب علينا التصديق به وقالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته ) ، ومن سلك هذا السبيل فهو في الحقيقة ليس مؤمنا بالرسول ، ولا متلقيا عنه الأخبار بشأن الربوبية ، كما سنذكر هذه المقالة في محالها إن شاء الله - تعالى .