يا أخي كن على حذر قبل أن تحدث الغير لا تكن جاهلا كأنـــــ
ـــــنك لا تعرف الخبر نشر العيش صفوه
فطوى الموت ما نشر فإذا ما صفا لك الد
دهر فاعمل على الحذر أين من طال عمره
أين من كان ذا قصر لا الرقى أخرتهم
من طبيب ولا البشر رحم الله من تفكـــــــــــــ
ـــــــــــكر في الموت واعتبر [ ص: 176 ] قبل أن تخرج النفو
س ولا تمكن الفكر فكأنا بيومنا
قد أتانا به القدر واستوى عنده الموا
صل فيه ومن هجر وعدمنا النهار والليـــــــــــــ
ـــــــــــل والحر والمطر وانقضى العد بالنجو
م وبالشمس والقمر ما انتظاري وكل حي
له الموت ينتظر رق جلدي ودق عظـــــ
ـــمي وقلبي فمن حجر كلما تبت من ذنو
ب تقحمت في أخر
إلى كم يكون العتب في كل لحظة ولم لا تملون القطيعة والهجرا
رويدك إن الدهر فيه كفاية لتفريق ذات البين فانتظر الدهرا
أخبرنا يحيى بن علي ، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي ، حدثنا محمد بن يوسف العلاف حدثنا حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، حدثنا عبد الله بن عون ، يوسف بن عطية ، عن عن ثابت البناني ، رضي الله عنه ، قال أنس بن مالك بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي استقبله رجل من الأنصار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصبحت يا حارثة ؟ قال : أصبحت مؤمنا بالله حقا ، قال : انظر ما تقول فإن لكل قول حقيقة ، فما حقيقة إيمانك ؟ قال : يا رسول الله عرفت نفسي الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت نهاري ، وكأني بعرش ربي بارزا ، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها ، وكأني أنظر إلى أهل النار يتعاوون فيها ، قال : أبصرت فالزم .
[ ص: 177 ] عبد نور الله الإيمان في قلبه فقال : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ادع الله لي بالشهادة ، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنودي يوما في الخيل ، فكان أول فارس ركب وأول فارس استشهد قال : فبلغ ذلك أمه فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن يكن في الجنة لم أبك عليه ، ولكن أحزن ، وإن يكن في النار بكيت عليه ما عشت في دار الدنيا ، فقال : " يا أم حارثة إنها ليست بجنة ولكن جنات ، والحارث في الفردوس الأعلى " فرجعت وهي تضحك وتقول : بخ بخ لك يا حارثة ! .
يا هذا سبقك أهل العزائم وأنت في الغفلة نائم ، لقد بعت المعالي بالكسل ، وآثرت البطالة على العمل ، ، فاشتغلوا عن طعام الطغام ، ومال بهم حذر الباس عن تنوق اللباس . أزعج ذكر القيامة قلوب الخائفين ، وقلقل خوف العتاب أفئدة العارفين
كان يلتقط الرقاع من المزابل ويغسلها في الفرات ويضع بعضها على بعض : أويس القرني
أطماره رثة فقد ضاع لا ضاع ، وضاع الثمين في بلده
ليس له ناقد فيعرفه وآفة التبر ضعف منتقده
من لنفس أبت ناصحا إذ صبت
كم جديد من صبا في جديد أبلت
وأطاعت من هوى فهوت إذ هفت
عدمت يقظتها فيه حتى قضت
ويك يا نفس ألا حذر من غفلة
إنما الدنيا أسى كم دموع أذرت
إن بنت ما شيدت هدمت ما بنت
أو حبت سائلها رجعت في الهبة
أو صفت عند فتى كدرت ما أصفت
[ ص: 178 ] كم صريع نقلت إذ قلت في قلة
كم غبي غافل أسمعت إذ نعت
غادرته جثة لرفات علة
لم يكن ينفعه كل عين بكت
آه يوما حسرة لأمور جرت