[ ص: 172 ] المجلس الرابع عشر
في ذكر قصة شعيب عليه السلام
الحمد لله القديم فلا يقال متى كان ، العظيم فلا يحويه مكان ، أنشأ آدم وأخرج ذريته بنعمان ، ورفع إدريس إلى أعالي الجنان ، ونجى نوحا وأهلك كنعان ، وسلم الخليل بلطفه يوم النيران ، ويوسف من الفاحشة حين البرهان ، وبعث شعيبا إلى مدين ينهى عن البخس والعدوان ، ويناديهم في ناديهم ولكن صمت الآذان قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان .
أحمده حمدا يملأ الميزان ، وأصلي على رسوله محمد الذي فاق دينه الأديان ، وعلى صاحبه أبي بكر ، وعلى أول من جمع القرآن الذي كان يفرق منه الشيطان ، وعلى زوج الابنتين عمر الفاروق ، وعلى عثمان بن عفان بحر العلوم وسيد الشجعان ، وعلى عمه المستسقي فأقبل السح الهتان . علي
وإلى مدين أخاهم شعيبا . قال الله عز وجل :
قال قتادة : مدين ماء كان عليه قوم شعيب ، وقال مقاتل : مدين هذا هو ابن إبراهيم الخليل لصلبه ، وقال أبو سليمان الدمشقي : هو مدين بن مديان بن إبراهيم .
والمعنى : أرسلنا إلى ولد مدين ، فعلى هذا هو اسم قبيلة .
وشعيب هو ابن عيفا بن نويب بن مدين بن إبراهيم ، أرسل إلى مدين وهو ابن عشرين سنة ، وكانوا مع كفرهم يبخسون المكاييل والموازين ، فدعاهم إلى التوحيد ونهاهم عن التطفيف ، وكان يقال له : خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه .