خذ من الجاودس والأرز والخبز الشعير واجعلن ذاك حلالا
تنج من حر السعير وأنا ما استطعت هداك
الله عن دار الأمير لا تزرها واجتنبها
إنها شر مزور توهن الدين وتدنيك
من الحوب الكبير ولما تترك من دينك
في تلك الأمور [ ص: 365 ]
هو أجزأ لك من
مال وسلطان يسير منه بالدون فأبصر
واذكرن يوم المصير قبل أن تسقط يا مغرور
في حفرة بير واطلب الرزق إلى ذي العرش
والرب الغفور وارض يا ويحك من
دنياك بالقوت اليسير إنها دار بلاء
وزوال وغرور كم ترى قد صرعت
قبلك أصحاب القصور وذوي الهيئة في المجلس
والجمع الكثير أخرجوا كرها فما
كان لديهم من نكير كم ببطن الأرض ثاو
من شريف ووزير وصغير الشأن عبد
خامل الذكر حقير لو تصفحت وجوه
القوم في يوم نضير لم تميزهم ولم
تعرف غنيا من فقير جمدوا فالقوم صرعى
تحت أسقاف الصخور فاستووا عند مليك
بمساويهم خبير فاحذر الصرعة يا
ويحك من دهر عثور أين فرعون وهامان
ونمرود النسور أو ما تخشاه أن
يرميك بالموت المبير أو ما تحذر من
يوم عبوس قمطرير اقمطر الشر فيه
بالعذاب الزمهرير
قال : فغشي على الفضيل فرده ولم يأخذه " . " كنت عند
قال هكذا روى لي أبو بكر : هذا الخبر . والمعروف أن الرزاز كان من ذوي الأحوال والتجارات بصنوف الأموال ، وأن ابن المبارك فضيلا كان من الفقراء وأحد المعدودين في الزهاد والأولياء ، وكان مع فقره وحاجته يتورع عن قبول مال السلطان وغيره . وأحسب لم يضبط الحكاية ، ودخل عليه الوهم حتى رواها من حفظه . الشافعي