444 - أنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر ، أنا عمر بن محمد الناقد ، نا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، قال ، قال أبو زكريا [ ص: 230 ] يحيى بن يوسف الزمي : كنا عند سفيان ، فأتاه رجل من أهل بلخ ، فجعل يكتب ، فسمع سفيان وقع الميل على اللوح ، فالتفت إليه فأخذ لوحه ، فقال : تكتب عندي ؟ فقلنا له : اسكت ، فلما فرغ من حديثه وأراد أن يقوم من مجلسه ، قال له : يا بلخي ، أتدري ما مثلي ومثلك ؟ قال : لا أدري ، قال : نا سمع عمرو بن دينار ، أبا فاختة سعيد بن علاقة ، قال : حدثني جار لي ، قال : أتيت عليا عليه السلام بأسير يوم صفين ، فقال : لا تقتلني صبرا ، قال : " لا أقتلك صبرا ، إني أخاف الله رب العالمين ، أتبايع ؟ أفيك خير ؟ " ، قال : نعم . قال للذي جاء به : " خذ سلاحه " . قال سفيان : لم ينفله ، إنه لا يحل مال امرئ مسلم . ولكن قال : " خذ سلاحه ، لا يقاتلنا به مرة أخرى حتى ينقطع الحرب فيما بيننا وبينهم " ، وقد أخذت سلاحك - يعني ألواحه - وقد رددته عليك .
قال وإنما كانوا أبو بكر : فمن أراد رسم المسموع للتأبيد ومال في كتابته إلى البقاء والتخليد ، فكونه في الصحف أولى ، وتضمينه الكراريس أحفظ له وأبقى . [ ص: 231 ] يكتبون في الألواح ؛ لكي يحفظوا المكتوب ، ثم يمحون الكتابة ،