دعاء لحفظ القرآن والحديث وأصناف العلوم
1792 - أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج بنيسابور ، أنا أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ، نا نا عثمان بن سعيد الدارمي ، سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي أبو أيوب ، نا نا الوليد بن مسلم ، عن ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح ، عكرمة ، أنه بينا هو جالس عند [ ص: 260 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه ابن عباس ، فقال : " بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم تفلت هذا القرآن من صدري ، فما أجدني أقدر عليه ، علي بن أبي طالب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن أبا الحسن ، أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ، وينفع بهن من علمته ، ويثبت ما تعلمت في صدرك ؟ فقال : أجل يا رسول الله ، فعلمني ، قال : إذا كان ليلة الجمعة ، فإن استطعت أن تقوم من ثلث الليل الآخر ، فإنها ساعة مشهودة ، والدعاء فيها مستجاب ، وهو قول أخي يعقوب لبنيه : سوف أستغفر لكم ربي ، يقول حتى تأتي ليلة الجمعة ، فإن لم تستطع ، فقم في وسطها ، فإن لم تستطع ، فقم في أولها ، فصل أربع ركعات ، تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب وسورة يس ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب وحم الدخان ، وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب والم تنزيل السجدة ، وفي الركعة الرابعة تبارك المفصل ، فإذا فرغت من التشهد ، فاحمد الله ، وأحسن الثناء على الله ، وعلى سائر النبيين ، واستغفر للمؤمنين والمؤمنات ، ولإخوانك الذين سبقوك بالإيمان ، وقل : اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني ، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني ، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك ، اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال ، والإكرام ، والقوة التي لا ترام ، أسألك يا الله ، ويا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصري ، وأن تطلق به لساني ، وأن تفرج به عن قلبي ، وأن تشرح به صدري ، وأن تشغل به بدني ، فإنه لا يعينني على الحق غيرك ، ولا يؤتينيه إلا أنت ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم . أبا الحسن ، تفعل ذلك ثلاث جمع أو خمسا أو سبعا تجاب بإذن الله " . قال : فما لبث علي إلا خمسا أو سبعا حتى جاء رسول الله في ذلك المجلس ، فقال : يا رسول الله ، إني كنت فيما خلا لأتعلم أربع آيات أو نحوهن ، فإذا قرأتهن في نفسي يتفلتن ، وأنا اليوم أتعلم الأربعين آية ونحوها ، فإذا قرأتها على نفسي فلكأنما كتاب الله بين عيني ، ولقد كنت أسمع الحديث ، فإذا أردته تفلت مني ، وأنا اليوم أسمع الأحاديث ، فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ذلك مؤمن ورب الكعبة ، عبد الله بن عباس أبو الحسن " . [ ص: 261 ]