إسلام ويب - الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع - باب حفظ الحديث ونفاذ البصيرة فيه وإنعام النظر في أصنافه وضروب فيه - في أن المعرفة بالحديث ليست تلقينا وإنما هو علم يحدثه الله في القلب- الجزء رقم2

1777 - أنا أبو نعيم الحافظ قال : حدثت عن محمد بن صالح الكيليني قال : سمعت أبا زرعة - وقال له رجل : ما الحجة في تعليلكم الحديث ؟ - قال : " الحجة أن تسألني عن حديث له علة فأذكر علته ، ثم تقصد محمد بن مسلم بن وارة ، فتسأله عنه ، ولا تخبره بأنك قد سألتني عنه ، فيذكر علته ، ثم تقصد أبا حاتم فيعلله ، ثم تميز كلامنا على ذلك ، فإن وجدت بيننا خلافا في علته ، فاعلم أن كلا منا تكلم على مراده ، وإن وجدت الكلمة متفقة ، فاعلم حقيقة هذا العلم ، قال : ففعل الرجل ذلك ، فاتفقت كلمتهم عليه ، فقال : أشهد أن هذا العلم إلهام " .

[ ص: 257 ] فمن الأحاديث ما تخفى علته ، فلا يوقف عليها إلا بعد النظر الشديد ، ومضي الزمن البعيد .