ذكر ما يستحب في الإملاء روايته لكافة الناس وما يكره من ذلك خوف دخول الشبهة فيه والإلباس
* وأصل كل نوع من التكليف وقاعدته . ينبغي أن يملى من الأحاديث ما تعلق بأصول المعارف والديانات ، وتضمن الدلائل على صحة المذاهب والاعتقادات ، إذ كان ذلك أس الشرع ودعامته ،
1317 - وقد أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الأرموي بنيسابور ، أنا عبد الله بن أحمد الفقيه بنسا إملاء ، نا نا الحسن بن سفيان ، نا أمية بن بسطام ، نا يزيد بن زريع ، عن روح بن القاسم ، إسماعيل بن أمية ، عن يحيى بن عبد الله بن صيفي ، عن أبي معبد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث ابن عباس ، معاذا إلى اليمن قال : " إنك تقدم على قوم أهل كتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله ، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم ، فإذا فعلوا ذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أموالهم ، فترد على فقرائهم ، فإذا أطاعوا بها ، فخذ منهم ، وتوق كرائم أموال الناس " . عن
* وأن يشبهوا الله تعالى بخلقه ، ويلحقوا به ما يستحيل في وصفه ، وذلك نحو أحاديث الصفات التي ظاهرها يقتضي التشبيه والتجسيم ، وإثبات الجوارح والأعضاء للأزلي القديم ، وإن [ ص: 108 ] كانت الأحاديث صحاحا ، ولها في التأويل طرق ووجوه ، إلا أن من حقها أن لا تروى إلا لأهلها ، خوفا من أن يضل بها من جهل معانيها ، فيحملها على ظاهرها ، أو يستنكرها ، فيردها ويكذب رواتها ونقلتها . ويتجنب المحدث في أماليه رواية ما لا تحتمله عقول العوام ، لما لا يؤمن عليهم فيه من دخول الخطأ والأوهام ،