603 - وحدثني أحمد بن محمد قالا : نا وعبد الوارث بن سفيان نا قاسم بن أصبغ ، أبو عبيدة بن أحمد ، نا محمد بن إدريس المكي قال : سمعت الحميدي يقول : [رحمه الله ] : " كنت يتيما في حجر أمي ، فدفعتني في الكتاب ، ولم يكن عندها ما تعطي المعلم ، محمد بن إدريس الشافعي فكان المعلم قد رضي مني أن أخلفه إذا قام ، فلما ختمت القرآن دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء وكنت أسمع الحديث - أو المسألة - فأحفظها ، ولم يكن عند أمي ما تعطيني [أن ] أشتري به قراطيس [قط ] ، فكنت إذا رأيت عظما : يلوح ؛ آخذه فأكتب فيه ، فإذا امتلأ طرحته في جرة كانت لنا [قديمة ] . قال : ثم قدم وال على قال اليمن فكلمه لي بعض القرشيين أن أصحبه ، ولم يكن عند أمي ما تعطيني [أتحمل ] به ، فرهنت دارها بستة عشر دينارا فأعطتني [فتحملت ] بها معه ، فلما قدمنا اليمن استعملني على عمل فحمدت فيه ، فزادني عملا فحمدت فيه ، فزادني عملا ، وقدم [العمار ] مكة في رجب فأثنوا علي ، فطار لي بذلك ذكر ، فقدمت من اليمن فلقيت ابن أبي يحيى فسلمت عليه فوبخني وقال : تجالسونا وتصنعون وتصنعون ، فإذا شرع لأحدكم شيء دخل فيه أو نحو هذا من الكلام . قال : [ ص: 414 ] فتركته ثم لقيت فسلمت عليه فرحب بي وقال : قد بلغتنا ولايتك ، فما [أحسن ] ما انتشر عنك وما أديت كل الذي لله عليك [فلا تعد ] . قال : فكانت موعظة سفيان بن عيينة سفيان إياي أبلغ مما صنع بي ابن أبي يحيى . وذكر خبرا طويلا في دخوله العراق وملازمته ومناظرته له . تركته لأنه ليس مما قصدنا له في هذا الباب . محمد بن الحسن