1893 - قول المزني ، رحمه الله ، وأنا أورده قال : " فإن قال : نعم أبطل التقليد ؛ لأن الحجة أوجبت ذلك عنده لا التقليد ، وإن قال : حكمت فيه بغير حجة قيل له : فلم أرقت الدماء وأبحت الفروج وأتلفت الأموال وقد حرم الله ذلك إلا بحجة ؟ قال الله عز وجل : ( يقال لمن حكم بالتقليد : هل لك من حجة فيما حكمت به ؟ إن عندكم من سلطان بهذا ) أي من حجة بهذا فإن قال : أنا أعلم أني قد أصبت وإن لم أعرف الحجة ؛ لأني قلدت كبيرا من العلماء وهو لا يقول إلا بحجة خفيت علي ، قيل له : إذا جاز تقليد معلمك لأنه لا يقول إلا بحجة خفيت عليك فتقليد معلم معلمك أولى ؛ لأنه لا يقول إلا بحجة خفيت على معلمك ، كما لم يقل معلمك إلا بحجة خفيت عليك ، فإن قال : نعم ترك تقليد معلم معلمه ، وكذلك من هو أعلى حتى ينتهي إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، [ ص: 993 ] وإن أبى ذلك نقض قوله وقيل له : كيف يجوز تقليد من هو أصغر وأقل علما ولا يجوز تقليد من هو أكبر وأكثر علما وهذا يتناقض ، فإن قال : لأن معلمي وإن كان أصغر فقد جمع علم من هو فوقه إلى علمه ، فهو أبصر بما أخذ وأعلم بما ترك قيل له : وكذلك من تعلم من معلمك فقد جمع علم معلمك وعلم من فوقه إلى علمه ؛ فيلزمك تقليده وترك تقليد معلمك ، وكذلك أنت أولى أن تقلد نفسك من معلمك ؛ لأنك جمعت علم معلمك وعلم من هو فوقه إلى علمك ، فإن فاد قوله جعل الأصغر ومن يحدث من صغار العلماء أولى بالتقليد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك الصاحب عنده يلزمه تقليد التابع ، والتابع من دونه في قياس قوله والأعلى الأدنى أبدا وكفى بقول يؤول إلى هذا قبحا وفسادا " .
1894 - قال : " وقال أهل العلم والنظر : حد العلم التبيين وإدراك المعلوم على ما هو فيه ، فمن بان له الشيء فقد علمه ، قالوا : والمقلد لا علم له ولم يختلفوا في ذلك ومن ها هنا والله أعلم قال البختري في محمد بن عبد الملك الزيات : أبو عمر
عرف العالمون فضلك بالعلـ ـم وقال الجهال بالتقليد وأرى الناس مجمعين على
فضلك من بين سيد ومسود