[ ذكر بعض ما لقي الرسول وأصحابه من أذى قومه وصبرهم على ذلك ]
ولما أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء إلى الله تعالى نابذته قريش، ورموه بالبهتان، وجاهروا في عداوته، وأظهروا البغضاء له، وآذوه. وآذو من اتبعه، بكل ما أمكنهم من الأذى. فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجاره عمه أبو طالب ، ومنع منه. وكذلك أجار قومه، ثم أسلموه فأجاره أبا بكر ابن الدغنة. وأجار العاصي بن وائل . عمر بن الخطاب
أخبرنا عبد الله بن محمد ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا محمد بن بكر ، قال: حدثنا أبو داود عثمان بن أبي شيبة قالا: حدثنا ومحمد بن المثنى ، ، قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير عن زائدة بن قدامة، عاصم ، عن زر ، عن قال: عبد الله، رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان أول من أظهر إسلامه سبعة: وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد. فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب ، وأما فمنعه الله [ ص: 42 ] بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم إلا من واتاهم فيما أرادوا وأوهمهم بذلك إلا أبو بكر فإنه هانت عليه نفسه في الله عز وجل، وهان على قومه فأخذوه، وأعطوه الولدان، فجعلوا يطوفون به في شعاب بلال، مكة ، وهو يقول: أحد، أحد.
وعن مثله سواء، وزاد في قصة مجاهد وجعلوا في عنقه حبلا، ودفعوه إلى الصبيان يلعبون به، حتى أثر الحبل في عنقه، ثم ملوه فتركوه. قال بلال: ابن عبد البر: وقد ذكرنا خبره بأكثر من هذا في بابه من كتاب الصحابة. ولم يذكر ولا ابن مسعود في هذا الخبر مجاهد ولا خديجة عليا، وهما أول من أسلم عند أكثر أهل العلم، لأنهما كانا في بيت رسول الله، ومن كان في بيته كان في جوار عمه. ومع ذلك فإنه لم يظهر إلى قريش منهما ذلك، فلم يؤذيا. وهؤلاء السبعة ظهر منهم ذلك، فلقوا الأذى الشديد من قومهم. فقصد بهذا الحديث إلى الخبر عنهم.
حدثنا قال: حدثنا عبد الله، محمد، قال: حدثنا سليمان ، قال: حدثنا عمرو بن عثمان ومحمود بن خالد وحسين بن عبد الرحمن، قالوا: حدثنا ، عن الوليد بن مسلم ، قال: حدثنا الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، قال: عروة بن الزبير ،
، قلت: أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون [ ص: 43 ] برسول الله، قال: نعم، بينما رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في حجر الكعبة إذ أقبل عبد الله بن عمرو بن العاص عقبة بن أبي معيط ، فوضع ثوبه في عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخنقه به خنقا شديدا. قال: فأقبل حتى أخذ بمنكبيه، ودفعه عن رسول الله، وقال: ( أبو بكر أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ) . سألت
ورواه [ أيضا ] عن بشر بن بكر بإسناده مثله. وروى الأوزاعي عن بشر بن بكر، ، عن الأوزاعي ، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير قال: قلت: أبو سلمة بن عبد الرحمن، أخبرني بأشد شيء، فذكر مثله. وعند لعبد الله بن عمرو بن العاص: عمر بن عبد الواحد، عن عن هذا الإسناد أيضا في هذا الخبر، وعن الأوزاعي إسماعيل بن سماعة أيضا مثله، عن بهذا الإسناد في هذا الخبر. وعند الأوزاعي الوليد بن مزيد، عن في هذا الخبر الإسناد الأول. وروى الأوزاعي ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة هذا الخبر بمعناه، وزاد فيه، فقال: عبد الله بن عمرو بن العاص
قريش والذي نفسي بيده لقد أرسلني ربي إليكم بالذبح. يا معشر
ورواه ، عن أبيه، عن هشام بن عروة بمعنى حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وحديث يحيى بن أبي كثير ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة . عبد الله بن عمرو
حدثنا قال: حدثنا عبد الله، محمد، قال: حدثنا ، قال: حدثنا أبو داود محمد بن العلاء أن وعثمان بن أبي شيبة: محمد بن أبي عبيدة، حدثهم عن أبيه، عن ، عن الأعمش عن أبي سفيان، قال: أنس،
فقال: (ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم) فقالوا: هذا أبو بكر، ابن أبي قحافة المجنون [ ص: 44 ] . لقد ضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى غشي عليه، فقام