باب بعث حمزة وبعث عبيدة
ولما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة الأبواء أقام بالمدينة بقية صفر وربيع الأول وصدرا من ربيع الآخر. وفي هذه المدة في ثلاثين راكبا من المهاجرين، ليس فيهم من الأنصار أحد، إلى حمزة بن عبد المطلب سيف البحر من ناحية العيص ، فلقي بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه أبا جهل في ثلاثمائة راكب من كفار أهل مكة ، فحجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني. وتوادع الفريقان على يديه، فلم يكن بينهما قتال.
وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه المدة أيضا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف في ستين راكبا من المهاجرين، أو ثمانين، ليس فيهم من الأنصار أحد، فنهض حتى بلغ أحياء وهي ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة. فتلقى بها جمعا من قريش عليهم ، وقيل: كان عليهم عكرمة بن أبي جهل مكرز بن أبي حفص. فلم يكن بينهم قتال. إلا أن وكان في ذلك البعث رمى بسهم سعد بن أبي وقاص وفر من الكفار يومئذ إلى المسلمين فكان أول سهم رمي به في سبيل الله. ، المقداد بن عمرو وعقبة بن غزوان، وكانا قديمي الإسلام إلا أنهما لم يجدا السبيل إلى اللحاق بالنبي عليه السلام إلى يومئذ. فقال واختلف أهل السير في أي البعثين كان أول: أبعث حمزة أو بعث عبيدة، ابن إسحاق : . عبيدة بن الحارث قال أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول سرية بعثها ابن [ ص: 97 ] إسحاق: وبعض الناس يزعمون أن حمزة أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال راية المدائني: أول سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول من سنة اثنتين إلى حمزة بن عبد المطلب سيف البحر من أرض جهينة .
(فرض صوم رمضان)
ثم فرض صوم رمضان سنة إحدى قبل صرف القبلة بعام.