الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- مقدمة

- فصل في بيان الزهد وأنواعه ومن هو الجدير باسم الزاهد

- فصل في العزلة والخمول

- فصل في ترك الدنيا ومخالفة النفس والهوى

- فصل آخر في قصر الأمل والمبادرة بالعمل قبل بلوغ الأجل

- فصل في الاجتهاد في الطاعة وملازمة العبودية

- باب الورع والتقوى

الزهد الكبير للبيهقي

البيهقي - أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي

صفحة

جزء

973 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أنبأ أبو حامد أحمد بن علي بن الحسن المقري من كتاب عتيق، ثنا أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان، ثنا زيد بن أبي أنيسة، عن عبد الأكرم، عن الحارث بن مالك قال : أتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم وقد أخذ رداءه، فكببه، فوضعه تحت رأسه الشريف، فسلمت عليه، فقال لي : كيف أنت يا حارث ؟ فقلت : رجلا من المؤمنين، فقال : انظر ماذا تقول ؟ قال : قلت : نعم رجل من المسلمين حقا، فاستوى نبي الله صلى الله عليه وسلم جالسا ثم قال : "إن لكل شيء حقيقة، فما حقيقة ذلك ؟ " قال : قلت : عزفت نفسي عن الدنيا، وأسهرت ليلي، وأخمصت نهاري، فكأني أنظر إلى عرش ربي، وكأني أرى أهل الجنة يتزاورون فيها، وكأني أسمع عواء أهل النار فيها، فقال : عرفت فالزم، عبد نور الله قلبه بالإيمان . [ ص: 356 ]

973 - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَ أَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْمُقْرِي مِنْ كِتَابٍ عَتِيقٍ، ثَنَا أَبُو فَرْوَةَ يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، ثَنَا زَيْدُ بْنُ أَبِي أُنَيْسَةَ، عَنْ عَبْدِ الْأَكْرَمِ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : أَتَيْتُ نَبِيَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ أَخَذَ رِدَاءَهُ، فَكَبَّبَهُ، فَوَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ الشَّرِيفِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ لِي : كَيْفَ أَنْتَ يَا حَارِثُ ؟ فَقُلْتُ : رَجُلًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَالَ : انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَقًّا، فَاسْتَوَى نَبِيَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسًا ثُمَّ قَالَ : "إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ حَقِيقَةٌ، فَمَا حَقِيقَةُ ذَلِكَ ؟ " قَالَ : قُلْتُ : عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا، وَأَسْهَرْتُ لَيْلِي، وَأَخْمَصْتُ نَهَارِي، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي، وَكَأَنِّي أَرَى أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَسْمَعُ عُواءَ أَهْلِ النَّارِ فِيهَا، فَقَالَ : عَرَفْتَ فَالْزَمْ، عَبْدٌ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ بِالْإِيمَانِ . [ ص: 356 ]

التالي السابق

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث