580 - أخبرنا أخبرني أبو عبد الله الحافظ، حدثني جعفر بن محمد، حدثني إبراهيم بن نصر، قال : قال : كنت يوما من الأيام مارا مع إبراهيم بن بشار في صحراء إذ أتينا على قبر مسنم، فترحم عليه فقلت : قبر من هذا ؟ فقال : هذا قبر إبراهيم بن أدهم حميد بن جابر أمير هذه المدن كلها كان غرقا في [ ص: 224 ] بحار الدنيا، ثم أخرجه الله منها واستنقذه بعد، بلغني أنه سر ذات يوم بشيء من ملاهي ملكه ودنياه وغروره وفتنته قال : ثم نام في مجلسه ذلك مع من خصه من أهله قال : فرأى رجلا واقفا على رأسه بيده كتاب، فناوله إياه، ففتحه، فإذا فيه كتاب بالذهب مكتوب : " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ) قال : فانتبه فزعا وقال : هذا تنبيه من الله وموعظة، فخرج من ملكه، وقصد هذا الجبل فتعبد فيه حتى مات رحمه الله " . لا تؤثرن فانيا على باق، ولا تغترن بملكك وقدرتك وسلطانك وعبيدك، وخدمك ولذاتك، وشهواتك، فإن الذي أنت فيه جسيم لولا أنه غريم وهو ملك لولا أنه بعده هلك، وهو فرح وسرور لولا أنه لهو وغرور، وهو يوم لو كان يوثق له بغد، فسارعوا إلى أمر الله فإن الله تعالى قال : (