الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
( 21 ) قوله : علم النحو والأصول . قال بعض الفضلاء : لأنهما وإن دونت قواعدهما وحررت . لكن لم أقف على ما استنبط منهما من الفروع على غاية بل اختلف أئمتهما فيهما . فيظهر ذلك لمن تأمل في كتب الأصول والأعاريب . [ ص: 130 ] قوله : وعلم لا نضج ولا احترق وهو علم البيان والتفسير . قال بعض الفضلاء : أما علم البيان فإنه يرجع إلى الذوق فلا غاية له لاختلاف الناس فيه . وأما علم التفسير فلأنه لا غاية له يوقف عليها ، ومن أمعن النظر فيه ظهر له ذلك إذ موضوعه فهم مراد الله تعالى من حيث المعاني ووجوه الإعجاز وموقع المناسبات وغير ذلك مما لا يحيط به إلا علام الغيوب ، فكيف يوقف له على غاية ؟ بل إنما يعطى الشخص من ذلك بحسب الإلهام الإلهي وهو لا يقف عند غاية بحيث لا يتعدى إلى غيرها ، ومن وقف على كتب التفسير وتأملها ظهر له ذلك . ( 23 ) قوله : وعلم نضج واحترق وهو علم الفقه والحديث . قال : بعض الفضلاء : فإنهما بلغا نهاية المقصود منهما وهو بيان الحلال والحرام مع ما يعتبر لهما شرعا من الكتاب والسنة .