[ ص: 109 ] وقد روي عن خلافهم في ذلك وإباحته للجنب التيمم وإباحته لمن لا ماء معه إتيان أهله . عبد الله بن عباس
ولما اختلفوا في ذلك نظرنا هل في سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يدل على ما اختلفوا فيه من ذلك ؟ فوجدنا محمد بن خزيمة قد .
120 - حدثنا ، قال : حدثنا قال : حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي ، قال : حدثنا خالد بن عبد الله ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عمرو بن بجدان ، قال : قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - غنيمة من غنم الصدقة ، فقال لي : " يا أبي ذر ، ابد فيها وكنت تصيبني الجنابة ، فأمكث الخمس أو الست ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فدعا لي بعس من ماء فاستترت بالراحلة فاغتسلت ، فكأني ألقيت عني جبلا ، فقال : " يا أبا ذر ، إن الصعيد الطيب وضوء ولو إلى عشر سنين ، فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك فإن ذلك خير لك " . أبا ذر ، عن
121 - حدثنا علي بن شيبة ، قال : حدثنا قال : حدثنا يحيى بن يحيى النيسابوري ، خالد ، ثم ذكر بإسناده مثله ، غير أنه قال : " غنم " ، ولم يقل : " من الصدقة " ، وغير أنه قال : " الصعيد الطيب وضوء المسلم .
122 - حدثنا إسماعيل بن حمدويه السكندري ، قال : حدثنا قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، بريك بن زريع ، قال : حدثنا عن خالد الحذاء ، أبي قلابة ، عن عمرو بن بجدان ، قال : سمعت يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " أبا ذر ، ولو إلى عشر سنين ، فإذا وجدت الماء فأمسه بشرتك فإنه خير لك " . الصعيد الطيب وضوء المسلم
123 - حدثنا قال : حدثنا أبو بكرة ، قال : حدثنا أبو داود الطيالسي ، عباد بن ميسرة المنقري ، قال : سمعت قال : أبا رجاء العطاردي ، قال : " أسرى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنمنا فلم نستيقظ إلا بحر الشمس ، فاستيقظ منا ستة وقد نسيت أسماءهم ، ثم استيقظ عمران بن حصين ، رضي الله عنه - ، فجعل يمنعهم أن يوقظوه ، ويقول : لعل الله - عز وجل - أن يكون احتبسه في حاجته ، فجعل أبو بكر - يكبر حتى استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا رسول الله ، ذهبت صلاتنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم تذهب صلاتكم ، ارتحلوا من هذا المكان ، فسار قريبا ، ثم [ ص: 110 ] نزل فصلى ، ثم قال : أما إن الله - عز وجل - قد أتم صلاتكم " فقالوا : يا رسول الله ، إن فلانا لم يصل معنا فقال : " ما منعك أن تصلي ؟ " فقال : يا رسول الله ، أصابتني جنابة فقال : " تيمم بالصعيد فصل ، فإذا قدرت على الماء فاغتسل " . أبو بكر حدثنا
ففي هذه الآثار وإقامته في الطهارة للجنابة كهو للطهارة من الأحداث سواها ، وهذا قول إباحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للجنب الذي لا يجد الماء التيمم ، مالك ، وأبي حنيفة ، والثوري ، وزفر ، وأبي يوسف ، ومحمد ، والشافعي .