11 - ( 372 ) : وقال إنه سمع محمد بن يحيى : رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبا هريرة " إن لكل نبي دعوة يدعو بها وإني أريد أن أختبئ ، شفاعة " .
قال هذه اللفظة التي في هذه الأخبار : أبو بكر : فيها اختصار كلمة أى كانت لكل نبي دعوة ، وقوله في هذه الأخبار : " إن لكل نبي دعوة " " يدعو بها فتستجاب له " .
هو من الجنس الذي ، قد أعلمت في مواضع ، من كتبي أن العرب قد تقول : يفعل كذا ، ويكون كذا ، على معنى فعل كذا وكان كذا ، وبيقين يعلم أن الأنبياء الذين نزلت بهم مناياهم ، قبل خطاب النبي صلى الله عليه وسلم أمته بهذا الخطاب ، لو كانت دعواتهم باقية ، قد وعد الله استجابتها لهم ، لم يكن لقوله صلى الله عليه وسلم : " فإني اختبأت دعوتي ، معنى إذ لو كان الأنبياء قد تركوا دعوتهم ، قبل نزول المنايا بهم ، وأنهم يدعون بها يوم القيامة فتستجاب لهم دعوتهم ، لكانوا جميعا قد أخروا دعوتهم إلى يوم القيامة ، فتستجاب لهم دعوتهم ، في ذلك اليوم فيكونوا جميعا في الدعوة والإجابة ، كالنبي صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 630 ]