8 - (000) : حدثنا محمد ، قال : ثنا عن سليمان بن حرب ، ، عن حماد بن سلمة عن أنس ، قال : تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : بهذا نحو حديثهم . ثابت ،
فاسمعوا يا ذوي الحجا مع الدليل على أن فرعون مع كفره . . . وطغيانه ، قد أعلمه موسى - عليه السلام - بذلك ، وكأنه قد علم أن خالق البشر في السماء . دليلا آخر من كتاب الله : أن الله جلا وعلا - في السماء ،
[ ص: 264 ] ألا تسمع قول الله يحكي عن فرعون ، قوله : يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى ، ففرعون - عليه لعنة الله - يأمر ببناء صرح ، فحسب أنه يطلع إلى إله موسى ، وفي قوله : وإني لأظنه كاذبا ، دلالة على أن موسى قد كان أعلمه أن ربه - جل وعلا - أعلى وفوق .
وأحسب أن فرعون إنما قال لقومه : وإني لأظنه كاذبا ، استدراجا منه لهم ، كما خبرنا - جل وعلا - في قوله : وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا فأخبر الله تعالى : أن هذه الفرقة جحدت - يريد بألسنتهم - لما استيقنتها قلوبهم ، فشبه أن يكون فرعون إنما قال لقومه : وإني لأظنه كاذبا ، وقلبه : أن كليم الله من الصادقين ، لا من الكاذبين ، والله أعلم ، أكان فرعون مستيقنا بقلبه - على ما أولت أم مكذبا بقلبه ، ظانا أنه غير صادق .
وخليل الله - إبراهيم عليه السلام - عالم في ابتداء النظر إلى الكواكب والقمر والشمس ، أن خالقه عال فوق خلقه ، حين نظر إلى الكواكب والقمر والشمس ، ألا تسمع قوله : هذا ربي ، ولم يطلب معرفة خالقه ، من أسفل ، إنما طلبه من أعلى ، مستيقنا عند نفسه أن ربه في السماء لا في الأرض .
[ ص: 265 ]