344 - حدثنا ثنا محمد بن يحيى ، أحمد بن يوسف ، قال : قال سفيان ، في قول الله : وما كان الله ليضيع إيمانكم ) ، قال : صلاتكم إلى بيت المقدس . (
قال أبو عبد الله :
وقال الله - عز وجل - : ( إن الدين عند الله الإسلام ) ، وقال : ( ورضيت لكم الإسلام دينا ) ، وقال : ( ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين ) ، الذي ارتضاه ، واصطفاه هو الإسلام ، ثم قال : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) ، فدل بذلك أن هو الإسلام ؛ لأنه لو كان غير الإسلام ، لكان من دان الله بالإيمان [ ص: 345 ] غير مقبول منه إياه ، لقوله : ( الإيمان المقبول ، الذي وعد الله عليه الثواب ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) .
فلما اجتمعت الأمة على أن من دان الله بالإيمان ، فجائز أن يقبل منه ، ثبت بذلك أن الإيمان هو الإسلام ، وهو الدين المرتضى ، وثبت بذلك أيضا ، أن الصلاة والزكاة ، وسائر ما يدان الله به إسلام وإيمان ؛ لأنها لو لم تكن إيمانا وإسلاما ، لم يجز أن يقبل ممن دان الله بها لقوله : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) ، فلما كانت الصلاة والزكاة ، وسائر الفرائض مقبولة من المسلمين ، إذا دانوا الله بها عند جميع الأمة ، ثبت أنها كلها من الإسلام والإيمان ، لا غيره ؛ لأنها لو كانت غير الإسلام ، لم تجز أن تقبل من أحد دان الله بها لقوله : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) .