916 - حدثنا ثنا يعقوب بن حميد ، يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ، عن عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن سلمة بن كهيل ، قال : لما خرجت زيد بن وهب ، الخوارج بالنهروان ، قام رضي الله عنه في أصحابه ، فقال : [ ص: 445 ] إن هؤلاء القوم قد خلفوا في كذا والمال ، وإني مخرج الناس ، وهم أدنى العدو إليكم ، فكيف تسيرون إلى عدوكم ، وأنا أخاف أن يخلفكم هؤلاء بأعقابكم ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : علي ، " يخرج خارجة من أمتي ، ليس صلواتكم إلى صلواتهم بشيء ، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء ، ولا قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ، يقرؤون القرآن يرون أنه لهم وهو عليهم ، لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، وآية ذلك أن فيهم رجلا له عضد ليس لها ذراع ، عليها مثل حلمة الثدي عليها شعرات بيض " ، لو يعلم الجيش الذي يسيرون إليهم ما قضى الله لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم ، ما نكلوا عن العمل ، فسيروا على اسم الله ، والله إني لأرجو أن تكونوا هؤلاء القوم . قال أبو سليمان زيد بن وهب : فيسيرنا منزلا منزلا ، حتى قال : أحدنا على قنطرة الدارين . فلما التقينا قام فيهم أميرهم عبد الله بن وهب السبائي ، فقال : أذكركم الله ، ألا لما ألقيتم سلاحكم ، وانتزعتم السيوف من جفونها ، ثم حملتم حملة واحدة . قال : فشجرهم الناس برماحهم ، فقتلوا وبعضهم قريب من بعض ، ما أصيب من الناس إلا رجل واحد ، وقد كانت فيهم جراح . فقال التمسوا هذا الرجل . فالتمسوه فلم يجدوه . فقام علي : وإنا لنرى على وجهه كآبة ، حتى أتى على كتيبة من الناس قد ركب بعضهم على بعض ، فأمر بهم ، ففرجوا يمينا وشمالا ، فوجدوه مما يلي الأرض منهم ، فقال : الله أكبر ، صدق الله ورسوله . فقام إليه علي فقال : آلله الذي لا إله إلا هو لأنت سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : إي والله الذي لا إله إلا هو لأنا سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول ذلك ثلاثا ، كل ذلك يحلف . عبيدة السلماني
[ ص: 446 ]