337 - حدثنا ثنا سفيان بن وكيع جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي ثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا عبد الله ، عن ابن لأبي هالة ، عن قال : سألت خالي الحسن بن علي هند بن أبي هالة ، وكان وصافا ، عن حلية النبي صلى الله عليه وسلم ، وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا ! فقال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخما مفخما ، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر " ... فذكر الحديث بطوله . قال : " الحسن زمانا ، ثم حدثته فوجدته قد سبقني إليه . فسأله عما سألته عنه ، ووجدته قد سأل أباه عن مدخله [ ص: 277 ] وعن مخرجه وشكله ، فلم يدع منه شيئا " . الحسين
قال : فسألت الحسين عن دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : كان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء : جزءا لله عز وجل ، وجزءا لأهله ، وجزءا لنفسه . ثم جزأ جزأه بينه وبين الناس ، فيرد ذلك بالخاصة على العامة ، ولا يدخر عنهم شيئا . وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه ، وقسمه على قدر فضلهم في الدين ؛ فمنهم ذو الحاجة ، ومنهم ذو الحاجتين ، ومنهم ذو الحوائج ، فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما يصلحهم والأمة من مساءلتهم عنه وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ، ويقول : " ليبلغ الشاهد منكم الغائب ، وأبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغها ؛ فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة " لا يذكر عنده إلا ذلك ، ولا يقبل من أحد غيره . يدخلون روادا ولا يفترقون إلا عن ذواق ، ويخرجون أدلة يعني على الخير " . أبي
قال : فسألته عن مخرجه كيف كان يصنع فيه ؟ قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخزن لسانه إلا فيما يعنيه ، ويؤلفهم ولا ينفرهم ، ويكرم كريم كل قوم ويوليه [ ص: 278 ] عليهم . ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره وخلقه . ويتفقد أصحابه ، ويسأل الناس عما في الناس . ويحسن الحسن ويقويه ، ويقبح القبيح ويوهيه . معتدل الأمر غير مختلف ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا . لكل حال عنده عتاد ، لا يقصر عن الحق ولا يجاوزه . الذين يلونه من الناس خيارهم ، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة ، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة " .
قال : فسألته عن مجلسه ، فقال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر ، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ، ويأمر بذلك . يعطي كل جلسائه بنصيبه ، لا يحسب جليسه أن أحدا أكرم عليه منه . من جالسه أو فاوضه في حاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه ، ومن سأله حاجة لم يرده إلا بها أو بميسور من القول . قد وسع الناس بسطه وخلقه ، فصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء . مجلسه مجلس علم وحلم وحياء وأمانة وصبر ، لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم ، ولا تثنى فلتاته . متعادلين ، بل كانوا يتفاضلون فيه بالتقوى ، متواضعين . يوقرون فيه الكبير ، ويرحمون فيه الصغير ، ويؤثرون ذا الحاجة ، ويحفظون الغريب فكتمتها " . [ ص: 279 ]