895 - حدثنا أنا حميد أنا بكر بن بكار ، أنا عبد الحميد بن جعفر ، عن يزيد بن أبي حبيب ، قال : دعا سفيان بن وهب الخولاني عمر بن الخطاب عطاء بن الجعيد - وكان يقوم على أرزاق الروم - فقال له : " كيف كنتم ترزقون مقاتلتكم ؟ " قال : كنا نرزقهم مديين من قمح ، وقسطين من زيت ، وقسطين من خل ، كل شهر ، قال : " فاذهب ، فاطحن مديين [ ص: 546 ] من قمح ثم اخبزهما فائتني بهما ، ثم ائتني بقسطين من زيت وقسطين من خل " ففعل ، فدعا بثلاث قصاع فقسم الخبز بينهم ، ثم أمر به ففت ، وصب عليه من الماء ما يصلحه ، ثم قسم الزيت والخل بينهم ، ثم أقعد ثلاثين رجلا ، على كل قصعة عشرة عشرة ، فقال للقوم : كيف ؟ فقالوا : لقد وجد منا ، قال : لقد استقام هذا كل يوم ، هل من شيء مع هذا ، فإن الناس لا يصبرون على هذا ، هل من عسل ؟ قال : ثم قال : إن العسل - أظنه قال : - لا يشبع الناس ، أو كلمة نحوها ، ولكن هل لنا في شيء يطبخ من عصير العنب حتى يعود مثل العسل فيؤكل به الخبز ؟ قال : نعم ، قال : ثم أتى منه فقعد ثلاثا وعشرين ، ثم قال : بأصبعه فيه ، فكان جهده أن علقه ، فأمر بشيء منه ، فخيض له ثم شربه ، فقال : ما أرى هذا إلا طيبا ، ما أرى بهذا بأسا ، ثم عمر بالمدي فأخذه بيد ، وأخذ القسط بيد ، ثم قال : " اللهم من نقص المسلمين من هذا فانقصه " . عمر دعا