548 - أنا ثنا حميد عثمان بن صالح ، أنا أنا الليث بن سعد ، علوان ، عن عن صالح بن كيسان ، حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، دخل على عبد الرحمن بن عوف ، - رضوان الله عليه - في مرضه الذي قبض فيه ، فرآه مفيقا ، فقال : أما إني لا آسى من الدنيا إلا على ثلاث فعلتهن وددت أني تركتهن ، وثلاث تركتهن وددت لو أني كنت [ ص: 348 ] فعلتهن . أما اللاتي وددت أني تركتهن ، فوددت أني لم أكن فعلت كذا وكذا - لشيء ذكره - . ووددت أني لم أكن حرقت أبي بكر الصديق الفجاءة السلمي ، ليتني قتلته سريحا ، أو خليته نجيحا ، ولم أحرقه بالنار . ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين أو عمر بن الخطاب ، فكان أحدهما أميرا وكنت أنا وزيرا . أبي عبيدة بن الجراح ،
وأما اللاتي تركتهن ، فوددت أني يوم أتيت بالأشعث بن قيس الكندي أسيرا كنت ضربت عنقه ، فإنه يخيل إلي أنه لا يرى شرا إلا أعان عليه . ووددت أني حين سيرت إلى أهل الردة ، كنت أقمت خالد بن الوليد بذي القصة ، فإن ظفر المسلمون ظفروا ، وإن هزموا كنت بصدد لقاء أو مدد . ووددت أني كنت إذ وجهت خالدا إلى الشام وجهت إلى عمر بن الخطاب العراق ، فكنت قد بسطت يدي كلتيهما في سبيل الله . أن أباه