[ 5793 ] أخبرنا ، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، [ ص: 265 ] حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار ، حدثنا أحمد بن منصور جعفر بن عون بن جعفر بن عمرو بن حريث ، أخبرنا ، عن هشام بن سعد قيس بن بشر الثعلبي قال : لأبي الدرداء بدمشق ، قال : وكان بدمشق رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له : ابن الحنظلية الأنصاري وكان رجلا متوحدا لا يكاد يجالس الناس ، إنما هو صلاة ، فإذا انصرف فإنما هو تسبيح وتكبير وتهليل حتى يأتي أهله قال : فمر بنا يوما ونحن عند ، فسلم فقال أبي الدرداء كلمة تنفعنا ولا تضرك قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية ، فلما قدمت جاء رجل منهم فجلس في المجلس الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لرجل إلى جنبه : لو رأيتنا حين لقينا العدو حمل رجل ، فقال : خذها وأنا الغلام الغفاري قال : ما أراه إلا قد أبطل أجره ، فقال رجل إلى جنبه : ما أرى بهذا بأسا ، فتنازعوا في ذلك ، واختلفوا حتى سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " سبحان الله وما على هذا الرجل أن يؤجر ويحمد ؟ " أبو الدرداء :
قال : فلقد رأيت سر بذلك قلت : سيبرك على ركبتيه ، يقول ، أسمعته يقول هذا ؟ قال : نعم ، ثم مر بنا يوما آخر ، فقال أبا الدرداء كلمة تنفعنا ولا تضرك ، فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن المنفق على الخيل في سبيل الله كباسط يده بالصدقة لا يقبضها " . أبو الدرداء :
قال : ثم مر بنا يوما آخر قال : فقال كلمة تنفعنا ولا تضرك فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم الرجل أبو الدرداء : خريم - يعني ابن فاتك - لولا طول جمته وإسباله إزاره " .
[ ص: 266 ] فبلغ ذلك خريما فعجل فأخذ الشفرة ، فقطع جمته إلى فوق أذنيه ، فرفع ثيابه إلى أنصاف ساقيه ، قال : فأخبرني أبي قال : دخلت على معاوية وهو على السرير وإلى جنبه شيخ جمته إلى فوق أذنيه وثيابه إلى أنصاف ساقيه فقلت : من هذا ؟ قالوا : هذا خريم قال : ثم مر بنا يوما آخر فقال له كلمة تنفعنا ولا تضرك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم قادمون على إخوانكم فأصلحوا نعالكم - أو قال - رحالكم ، وأحسنوا لباسكم ، حتى تكونوا كأنكم شامة في الناس ، فإن الله عز وجل لا يحب الفحش ولا التفحش " . أبو الدرداء : كان أبي جليسا