[ 3557 ] أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، حدثنا أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري الأديب الهروي بها إملاء ، أخبرنا أبو علي الحسين بن إدريس الأنصاري ، حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب ، حدثني محمد بن الفرج الصدفي ، حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي ، عن ابن أبي كريمة ، عن عن هشام بن عروة ، أبيه ، عن قالت : كانت ليلة النصف من شعبان ليلتي ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي ، فلما كان في جوف الليل فقدته ، فأخذني ما [ ص: 365 ] يأخذ النساء من الغيرة ، فتلففت بمرطي ، أما والله ما كان خز ولا قز ولا حرير ولا ديباج ولا قطن ولا كتان . قيل لها : مم كان يا أم المؤمنين ؟ قالت : كان سداه شعر ولحمته من أدبار الإبل . قالت : فطلبته في حجر نسائه فلم أجده ، فانصرفت إلى حجرتي ، فإذا أنا به كالثوب الساقط ، وهو يقول في سجوده : "سجد لك خيالي ، وسوادي ، وآمن بك فؤادي . فهذه يدي ، وما جنيت بها على نفسي ، يا عظيم يرجى لكل عظيم! يا عظيم اغفر الذنب العظيم . سجد وجهي للذي خلقه ، وشق سمعه وبصره " . عائشة
ثم رفع رأسه ، ثم عاد ساجدا فقال : "أعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بعفوك من عقابك ، وأعوذ بك منك (لا أحصي ثناء عليك) أنت كما أثنيت على نفسك ، أقول كما قال أخي داود : أعفر وجهي في التراب لسيدي ، وحق له أن يسجد " ثم رفع رأسه . فقال : "اللهم ارزقني قلبا تقيا من الشر نقيا لا جافيا ولا شقيا " ثم انصرف فدخل معي في الخميلة ولي نفس عال . فقال : "ما هذا النفس يا حميراء ؟ " فأخبرته ، فطفق يمسح بيديه على ركبتي وهو يقول : "ويح هاتين الركبتين ما لقيتا! هذه الليلة ليلة النصف من شعبان ، ينزل الله تعالى فيها إلى السماء الدنيا فيغفر لعباده إلا المشرك والمشاحن " .