المسألة التاسعة عشرة
إذا مثل ( من ) في الشرط والجزاء هل يعم المذكر والمؤنث ؟ اختلفوا فيه فأثبته الأكثرون ونفاه الأقلون . ورد لفظ عام لم تظهر فيه علامة تذكير ولا تأنيث سوى لفظ الجمع
والمختار تفريعا على القول بالعموم دخول المؤنث فيه .
ودليله أنه لو قال القائل لعبده : من دخل داري فأكرمه ، فإن العبد يلام بإخراج الداخل من المؤنثات عن الإكرام ويلام السيد بلوم العبد بإكرامهن .
وكذلك الحكم في النذر والوصية .
والأصل في كل ما فهم من اللفظ أن يكون حقيقة فيه لا مجازا .
فإن قيل : التعميم فيما ذكرتموه إنما فهم من الحال ، وهي ما جرت به العادة من مقابلة الداخل إلى دار الإنسان والحلول في منزله بالإكرام ، فكان ذلك من باب المجاز لا أنه من مقتضيات اللفظ حقيقة .
قلنا : هذا باطل بما لو قال : من دخل داري فأهنه ، فإنه يفهم منه العموم ، وإن كان على خلاف القرينة المذكورة .
وكذا لو قال له : من قال لك : ألف فقل له : ( ب ) ، فإنه لا قرينة أصلا ، والعموم مفهوم منه فدل على كونه حقيقة فيه [1] .