544 - أخبرنا أنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح، نا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، نا علي بن الجعد، عن سليمان بن المغيرة، حدثني حميد بن هلال، عن أبو صالح، قال: أبي سعيد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس، فأراد أحد أن يجتاز بين يديه، فليدفع في نحره، فإنما هو شيطان".
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه عن محمد، آدم، وأخرجه عن مسلم، كلاهما عن شيبان بن فروخ، وقال: سليمان بن المغيرة، [ ص: 456 ] قوله: "فإنما هو شيطان"، قال "فليدفعه في نحره، فإن أبى، فليقاتله، فإنما هو شيطان" معناه: أن الشيطان يحمله عليه، ويجوز أن يكون جعله شيطانا، لأن الشيطان هو المارد من الجن والإنس. الخطابي:
قلت: اتفق أهل العلم على كراهية المرور بين يدي المصلي، فمن فعل فللمصلي دفعه، ولا يزيد في أول الأمر على الدفع، فإن أبى ولج، فحينئذ يعنف في دفعه عن المرور بين يديه، والمراد من المقاتلة الدفع بالعنف لا القتل، فإنه يروى في حديث أبي سعيد: وهذا إذا كان المصلي يصلي إلى سترة، فأراد المار أن يمر بينه وبين السترة، فإن لم يكن بين يديه سترة، فليس له دفع المار، لأن التفريط من المصلي بترك السترة، وفيه دليل على أن العمل اليسير لا يبطل الصلاة. [ ص: 457 ] . "وليدرأه ما استطاع، فإن أبى فليقاتله"،