باب فتح مكة وحكم رباعها.
2745 - أخبرنا أنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، نا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، عبيد بن إسماعيل، نا عن أبو أسامة، عن أبيه، قال: هشام، أبو سفيان بن حرب، وحكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول [ ص: 149 ] الله صلى الله عليه وسلم حتى أتوا مر الظهران، فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذوهم، فأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلم فلما سار، قال أبو سفيان، للعباس: " احبس عند حطم الجبل حتى ينظر إلى المسلمين، فحبسه أبا سفيان العباس، فجعلت القبائل تمر كتيبة كتيبة على حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها، قال: يا أبي سفيان عباس، من هذه؟ قال: هؤلاء الأنصار عليهم ومعه الراية، وقال سعد بن عبادة، يا سعد بن عبادة: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الكعبة، فقال أبا سفيان، أبو سفيان للعباس: يا عباس، حبذا يوم الذمار، ثم جاءت كتيبة، وهي أقل [ ص: 150 ] الكتائب فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وراية النبي صلى الله عليه وسلم مع فلما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الزبير بن العوام، قال: ألم تعلم ما قال أبي سفيان، قال: ما قال؟ قال: كذا وكذا، فقال: كذب سعد بن عبادة، سعد، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة، ويوم تكسى فيه الكعبة، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تركز رايته بالحجون.
قال فأخبرني عروة: قال: سمعت نافع بن جبير بن مطعم، العباس يقول يا للزبير بن العوام: هاهنا أمرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن تركز الراية؟ قال: وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أبا عبد الله أن يدخل من أعلى خالد بن الوليد مكة من كداء، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم من كدا ". " لما سار رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، فبلغ ذلك قريشا، خرج
هذا حديث صحيح.
حطم الجبل : ما حطم ، أي : ثلم من عرضه ، فبقي منقطعا ، والملحمة : المقتلة .
قوله : حبذا يوم الذمار ، يريد يوم القتال والذمر : الحض على القتال ، يقال : ذمر الرجل صاحبه يذمره ، ويقال : فلان حامي الذمار ، يعني : إذا ذمر ، [ ص: 151 ] وغضب ، حمي ، فتمنى أبو سفيان أن يكون له يد ، فيحمي قومه ، ويدفع عنهم .