1675 - أخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، أنا أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، نا حاجب بن أحمد الطوسي، نا محمد بن يحيى، نا يزيد بن هارون، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبي هريرة، "إنما الصدقة عن ظهر غنى، واليد العليا خير من السفلى، وابدأ بمن تعول".
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه من طريق محمد وأخرجه أبي هريرة، من رواية مسلم حكيم بن حزام.
قوله: "خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى"، أي: غنى يعتمده، ويستظهر به على النوائب التي تنوبه، كما قال في رواية أخرى عن عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: أبي هريرة، يعني: خير ما تصدقت به الفضل عن قوت عيالك وكفايتهم. "إن خير الصدقة ما ترك غنى"،
قال في قوله عز وجل: ( ابن عباس ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو ) ، أي: ما فضل من أهلك. [ ص: 180 ] .
وقيل في قوله: "خير الصدقة ما ترك غنى"، أي: ما أغنيت به من أعطيت عن المسألة، يريد إجزال العطاء والإكثار منه، والأول أولى.
قال رحمه الله: وقد روي في الرخصة في الخروج عن المال، عن أنه قال: يا رسول الله، أبي هريرة، أي الصدقة أفضل؟ قال: "جهد المقل".
وروى عمر رضي الله عنه، قال: بكل ما عنده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا ". أبو بكر [ ص: 181 ] . " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، قال: وأتى
قال رحمه الله: والاختيار للرجل أن يتصدق بالفضل من ماله، ويستبقي لنفسه قوتا لما يخاف عليه من فتنة الفقر، وربما يلحقه الندم على ما فعل، فيبطل به أجره، ويبقى كلا على الناس، ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على خروجه من ماله أجمع، لما علم من قوة يقينه، وصحة توكله فلم يخف عليه الفتنة، كما خافها على غيره. أبي بكر
أما فليس له ذلك، وأداء الدين والإنفاق على الأهل أولى، إلا أن يكون معروفا بالصبر، فيؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة، كفعل من تصدق وأهله محتاجون إليه، أو عليه دين، وكذلك آثر الأنصار المهاجرين، فأثنى الله عليهم بقوله: ( أبي بكر، ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) ، وهي الحاجة والفقر.