باب دعاء المصدق لرب المال.
قال الله سبحانه وتعالى: ( وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم ) أي: ادع لهم إن دعاءك سكن لقلوبهم.
1566 - أخبرنا ، أنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، نا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل نا آدم بن أبي إياس، ، عن شعبة قال: سمعت عمرو بن مرة، وكان من أصحاب الشجرة، قال: عبد الله بن أبي أوفى، [ ص: 486 ] . كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقة، قال: "اللهم صل عليهم" فأتاه أبي بصدقته، فقال: "اللهم صل على آل أبي أوفى".
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه عن مسلم، وغيره، عن يحيى بن يحيى، عن وكيع، . شعبة
قال رحمه الله: على تأويل قوله سبحانه وتعالى: ( صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على المتصدق وصل عليهم ) وإنما دون من استخرجت منه كرها وقهرا، وأصل الصلاة الدعاء، فالصلاة في هذا الحديث معناه الدعاء له بالمغفرة، وقبول ما تقرب به إلى الله والتبريك. يستحق المزكي الدعاء إذا أداها طوعا
وأما الصلاة التي هي تحية لذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها بمعنى التعظيم والتكريم والثناء عليه بزيادة القربة والزلفة، فهي خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشركه فيها غيره إلا آله تبعا له.
وكره قوم أن يقال: اللهم صل على فلان إلا على الأنبياء، والنبي صلى الله عليه وسلم كان مخصوصا به، لأن الصلاة حقه، وله أن يضعها حيث أراد، [ ص: 487 ] أو يصلي رجل على آل النبي صلى الله عليه وسلم معه عليه السلام. [ ص: 488 ] .