جماع أبواب الأيمان التي يجب استحلاف الخصوم عليها
ذكر كيفية اليمين التي يجب أن يستحلف بها من يجب اليمين عليه
اختلف أهل العلم في كيفية اليمين التي يحلف بها المدعى عليه : فقالت طائفة : يحلف بالله الذي لا إله إلا هو ، كذلك قال وفيه قول ثان وهو أن يحلف بالله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم الذي يعلم من السر ما يعلم من العلانية . هكذا قال مالك بن أنس ، وقد قال في كتاب القسامة في باب القتل يحلف بالله الذي لا إله إلا هو عالم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ما قتل فلانا ولا أعان على قتله . وذكر كلاما وحكى عن الشافعي النعمان أنه قال : يحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما له عليك هذا المال ولا أقل منه فإن اتهمه القاضي غلظ عليه وقال : احلف فقل : والله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، الذي يعلم من السر ما يعلم من العلانية ، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، ما له عليك هذا المال ولا أقل منه . وقالت طائفة : يستحلف بالله لا يزاد عليه . [ ص: 14 ]
قال وبأي ذلك استحلفه الحاكم يجزئ غير أن الذي أحب أن يستحلفه بالله الذي لا إله إلا هو . استدلالا بحديث أبو بكر : ابن عباس.
6562 - حدثنا يحيى بن محمد ، قال : حدثنا مسدد، قال : حدثنا قال : حدثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب ، أبي يحيى ، عن قال : جاء خصمان يختصمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فادعى أحدهما على الآخر حقا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدعي : "أقم بينتك على حقك " . قال : ليس لي بينة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للآخر : "احلف بالله الذي لا إله إلا هو ما له عندك شيء " قال : فحلف . ابن عباس
قال فإن استحلف حاكم بالله أجزأ ، قال أبو بكر : عثمان : تحلف بالله لقد بعته وما به داء علمته . لابن عمر
قال أبو بكر : ، وما أشبه ذلك . لا أعلم أحدا من أهل العلم يرى أن يستحلف بشيء من ذلك . [ ص: 15 ] وليس للقاضي أن يستحلف بالطلاق والعتاق والحج والسبيل