78 - وحدثنا قال : حدثنا أبو بكر بن أبي داود ، أسيد بن عاصم [ ص: 392 ] الأصبهاني ، قال : حدثنا إسماعيل بن عمرو ، قال : أخبرنا قيس ، عن عن حصين بن عبد الرحمن ، عن حذيفة . شقيق بن سلمة ،
وعن عن مجالد ، عامر ، عن مسروق ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : حذيفة ، ولم يأخذ المال ، فإن أخذ المال فهو شريكهم في الدماء وغيرها " . " تتقارب الفتن ، ولا ينجو منها إلا من كرهها ،
قال محمد بن الحسين :
قد ذكرت هذا الباب في كتاب الفتن في أحاديث كثيرة ، وقد ذكرت هاهنا طرفا منه ; ليكون المؤمن العاقل يحتاط لدينه ، فإن الفتن على وجوه كثيرة ، قد [ ص: 393 ] مضى منها فتن عظيمة ، نجا منها أقوام ، وهلك فيها أقوام ؛ باتباعهم الهوى ، وإيثارهم للدنيا ، فمن أراد الله به خيرا فتح له باب الدعاء ، والتجأ إلى مولاه الكريم ، وخاف على دينه ، وحفظ لسانه ، وعرف زمانه ، ولزم المحجة الواضحة - السواد الأعظم - ولم يتلون في دينه ، وعبد ربه تعالى ، فترك الخوض في الفتنة ، فإن الفتنة يفتضح عندها خلق كثير ، ألم تسمع إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو محذر أمته الفتن ، قال : " يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا " .