71 - وأخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد الحنائي ، قال : حدثنا محمد بن عبيد بن حساب ، قال : حدثنا قال : حدثنا حماد بن زيد ، ليث ، عن إبراهيم بن عبد الأعلى ، عن قال : قال لي سويد بن غفلة ، - رضي الله عنه - : " لا أدري لعلك أن تخلف بعدي ، عمر بن الخطاب فإن ظلمك فاصبر ، وإن حرمك فاصبر ، وإن دعاك إلى أمر ينقصك في دنياك ، فقل : سمعا وطاعة ، دمي دون ديني " . فأطع الإمام ، وإن أمر عليك [ ص: 381 ] عبد حبشي مجدع ،
قال محمد بن الحسين :
فإن قال قائل : أيش الذي يحتمل عندك قول - رضي الله عنه - فيما قاله ؟ عمر
قيل له : يحتمل - والله أعلم - أن نقول : من أمر عليك من عربي أو غيره ، أسود أو أبيض أو عجمي ، فأطعه فيما ليس لله فيه معصية ، وإن حرمك حقا لك ، أو ضربك ظلما لك ، أو انتهك عرضك ، أو أخذ مالك ، فلا يحملك ذلك على أن تخرج عليه بسيفك حتى تقاتله ، ولا تخرج مع [ ص: 382 ] خارجي يقاتله ، ولا تحرض غيرك على الخروج عليه ، ولكن اصبر عليه .
وقد يحتمل أن يدعوك إلى منقصة في دينك من غير هذه الجهة ، يحتمل أن يأمرك بقتل من لا يستحق القتل ، أو بقطع عضو من لا يستحق ذلك ، أو بضرب من لا يحل ضربه ، أو بأخذ مال من لا يستحق أن تأخذ ماله ، أو بظلم من لا يحل له ولا لك ظلمه ، فلا يسعك أن تطيعه . فإن قال لك : لئن لم تفعل ما آمرك به وإلا قتلتك أو ضربتك ، فقل : دمي دون ديني ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم ولقوله صلى الله عليه وسلم : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عز وجل " " إنما الطاعة في المعروف " .